في أسوأ كارثة من نوعها منذ عقود، ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات في اليونان، أمس، إلى 63 قتيلاً وآلاف المشرّدين، بعدما أتت النيران على مئات القرى في الطرف الجنوبي لمنطقة البلوبونيسوس ومدينة أيونينا الجنوبية وكادت تدمر آثار أولمبيا القديمة.وقال المسؤول في وزارة الصحة بانوس إيفستاتيو إن حصيلة ضحايا الحرائق المستمرة في جنوب اليونان وشرقها لليوم الرابع على التوالي ارتفعت إلى 63 قتيلاً بعد العثور على جثتين في منطقة بيلوبونيسوس (جنوب غرب)، فيما توقعت إدارة الإطفاء أن يكون هناك مزيد من القتلى في القرى التي عزلتها ألسنة النيران، مشيرة إلى تشريد الآلاف.
وأعلن المتحدث باسم فرق الإطفاء يانوس ستاموليس أن حوالى عشرة أشخاص أوقفوا منذ الجمعة لتسببهم بحرائق في البلاد، موضحاً أن 26 شخصاً آخرين اتهموا منذ بداية حزيران في سلسلة حرائق.
وعرضت الحكومة مكافآت كبيرة تتراوح بين مئة ألف ومليون يورو لمن يقدم «معلومات من شأنها أن تؤدي إلى اعتقال أشخاص ينتمون إلى منظمة إجرامية مسؤولة على الحرائق المشتعلة في البلاد منذ الأول من تموز إلى اليوم».
من جانبه، أكد وزير الشرطة فيرون بوليدوراس، إثر زيارة رئيس الحكومة كوستاس كرمنليس إلى وزارته، أنه يمكن التحدث عن «خطر منهجي».
وكان حريق جديد قد اندلع أمس في جبل هيميت في الضاحية الشرقية لأثينا على بعد أقل من عشرة كيلومترات من وسط المدينة «بات تحت السيطرة»، حسبما ذكر متحدث باسم فرق الإطفاء.
بدوره، قال كرمنليس، خلال لقاء مع رئيس الدولة كارولوس بابولياس، إن «أولويتنا الفورية هي التكفل بضحايا تلك الكارثة وتقديم الدعم المعنوي للذين فقدوا أقاربهم أو أملاكهم»، مضيفاً أن «من الأولويات الأخرى خطة كبيرة لإعادة إعمار البلاد». وأضاف «نحن مصعوقون من هذه المأساة الضخمة. نشعر جميعاً بأننا نفقد شعبنا. المعركة لا تزال قائمة والمهمة صعبة جداً».
ويشارك أكثر من 800 رجل إطفاء و800 جندي بمساندة عشرات رجال الإطفاء القادمين من الخارج و20 طائرة و19 مروحية في مكافحة الحرائق في بيلوبونيسوس، حيث قضت غالبية الضحايا (59 قتيلاً)، فيما أعلنت بعض الدول عزمها على إرسال طائرات ومساعدات إضافية.
وتهدد هذه الحرائق المأسوية رئيس الوزراء المحافظ الذي كان يأمل في تحسين مواقعه بسهولة في الانتخابات المبكرة الشهر المقبل، غير أنه بات يجهد في مجابهة الانتقادات حول التصدي للكارثة.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)