كشف المدّعي العام الروسي يوري تشايكا، أمس، عن مشاركة ضباط حاليّين وسابقين في وزارة الداخلية ووكالة الأمن الفيدرالي (الاستخبارات «أف أس بي») في جريمة قتل الصحافية الروسية المعارضة للكرملين آنّا بوليتكوفسكايا في موسكو العام الماضي، مشيراً إلى أن عصابة الاغتيال، التي «تدير من الخارج عمليّات لزعزعة» نظام الرئيس فلاديمير بوتين، يتزعّمها «شخص من أصول شيشانية» وشاركت في قتل الصحافي الأميركي بول كليبنيكوف في عام 2004.وخلال لقاء مع بوتين، أوضح تشايكا أنّه حتّى الآن تمّ توقيف 10 أشخاص على علاقة بعمليات القتل، و«ستتمّ إدانتهم في المستقبل القريب»، معرباً عن أسفه لضلوع عناصر من الأمن الروسي في عمليّة مراقبة بوليتكوفسكايا، التي كانت تعمل لصحيفة «نوفايا غازيتا»، وشكّل قتلها إحراجاً للكرملين، وخصوصاً أنّ روسيا شهدت خلال السنوات العشر الماضية مقتل 88 صحافياً، ما جعلها البلد الثاني بعد العراق من حيث الخطورة التي يتعرّض لها العامل في الحقل الإعلامي فوق أراضيها.
ويبدو أنّ تعليقات تشايكا وخصوصاً المتعلّقة منها بـ«العناصر الخارجيّة» تتعلّق بالمعارض لنظام بوتين، الملياردير الروسي السابق المطلوب في موسكو بقضايا فساد مالي بوريس بيريزوفسكي، الذي كان قد جدّد أوّل من أمس هجومه على سيّد الكرملين، متّهماً الغرب بالتقصير في إزاحته وداعياً إياه إلى «إنقاذ روسيا».
وردّ الأوليغارشي المستقرّ في بريطانيا، أمس، على تلميحات تشايكا، واتّهم المسؤولين الروس بالوقوف وراء مقتل الصحافيّة الروسيّة، واصفاً المدّعي العام الروسي ومكتبه والكرملين بأنّهم «مجانين ومرضى إلى درجة خطرة».
يشار إلى أن بوليتكوفسكايا (48 عاماً)، التي كانت معنيّة بالحرب في الشيشان، اغتيلت في 7 تشرين الثاني الماضي، عبر إطلاق النار عليها في مصعد المبنى الذي تقع فيه شقتها في موسكو. وأعقبت الحادثة عمليّة اغتيال الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو باستخدام «قنبلة نوويّة مصغّرة» مشكّلة من مادّة «بولونيوم - 210» في فندق في لندن، وتحدّثت تقارير إعلاميّة عن العلاقة بين الجريمتين لكون الضحيّتين من معارضي نظام بوتين.
إلى ذلك، أعلن المسؤول عن القاذفات الاستراتيجية الروسية الجنرال بافيل أندروسوف، أمس، أنّ هذه الطائرات التي استأنفت طلعاتها بطريقة دائمة الأسبوع الماضي، لا تحمل أسلحة نووية وهي مزوّدة فقط «بأسلحة للتدريب» لاختبار الرحلات بحمولات قصوى وعمليات الإمداد في الجوّ.
وكان بوتين قد أعلن في 17 آب الجاري استئناف طلعات القاذفات الاستراتيجية الروسية فوراً وبشكل «متواصل» بعد 15 عاماً على تعليقها، مستعيداً بذلك إحدى ممارسات الحرب الباردة.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)