القاهرة ــ الأخبار
بدأت تداعيات قضية الممرّضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني، الذين اتهموا بحقن أطفال ليبيين بفيروس الإيدز، تتكشّف على الصعيد الداخلي الليبي لناحية الشروع بإلقاء اللوم والمحاسبة. إذ أعلن دبلوماسيون عرب وقادة في المعارضة الليبية في الخارج، أمس، أن الزعيم الليبي معمّر القذافي أوعز قبل بضعة أسابيع إلى رئيس وزرائه البغدادي المحمودي باتخاذ إجراءات ضد وزيري الداخلية والخارجية صالح رجب المسماري وعبد الرحمن شلقم نتيجة إخفاقهما في التعامل مع سيناريو الإفراج عن أعضاء الفريق الطبي البلغاري الستة.
وشددت المصارد نفسها لـ«الأخبار» على أن قراراً غير معلن قد صدر بحق شلقم والمسماري بوضعهما تحت الإقامة الجبرية ومنعهما من ممارسة أعمالهما إلا عند الضرورة. في حين، قال مصدر ليبي مسؤول في مكتب شلقم إنه لا علم له بأي إجراء عقابي ضده.
وكان شلقم قد التقى أخيراً مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد وولش الذي زار ليبيا، من دون الإدلاء بأي تصريح، وذلك على خلفية تقلّص ظهوره الرسمي والإعلامي بشكل ملحوظ مقارنةً بأدائه المعتاد. كما خلت وسائل الإعلام الرسمية الليبية من أي إشارة إلى نشاطاته منذ إطلاق سراح أعضاء الفريق الطبي البلغاري.
في السياق، يقول دبلوماسيون غربيون في طرابلس إن القذافي اعتاد وضع كبار المسؤولين ومعاونيه المغضوب عليهم قيد الإقامة الجبرية تعبيراً عن استيائه من عدم التزامهم بالتعليمات الصادرة إليهم، أو على خلفية تورطهم في قضايا محلية تتعلق بالفساد والمحسوبيات. وأوضحت أن القيادة الليبية اتهمت شلقم والمسماري بالتفريط في أداء المهمات الرسمية الموكلة إليهما، والتراخي في الحصول على ضمانات كافية بشأن تعهد السلطات البلغارية بإبقاء المتهمين الستة في السجن بعد عودتهم من ليبيا، وضمان قيام فريق ليبي بزيارة المتهمين في السجن للتأكد من احترام السلطات البلغارية للاتفاق الذي أبرمته مؤسسة القذافي مع الاتحاد الأوروبي بوساطة فرنسية.
وأضافت المصادر أن القذافي، الذي التقى زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي، سيسيليا، استجاب لطلبها بالإفراج عن المتهمين الستة وعودتهم على متن الطائرة التي أقلتها إلى ليبيا. كما أوعز إلى المحمودي القيام بكل الترتيبات اللازمة لإطلاق سراحهم وضمان عودتهم إلى بلادهم، شرط الاطمئنان على سلامة الموقف الليبي.
الا أن ارتباكاً ساد مختلف المؤسسات الدبلوماسية والأمنية الليبية في اللحظات الأخيرة التي سبقت إقلاع طائرة زوجة الرئيس الفرنسي، مشيراً إلى أن القذافي غضب بشدة بعدما علم أنه تم إطلاق سراح المتهمين من دون الحصول على أي ضمانات تؤكّد أنهم سيبقون في السجن بعد عودتهم إلى بلادهم.