غزة، رام الله ــ الأخبار
3 شهداء في غزّة واتفاق على عودة مبعدين وباراك يدرس إزالة حواجز في الضفة

حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس من فشل المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، «إذا لم يعد له جيداً»، في وقت كشفت فيه مصادر عن اتفاق بين أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على عودة بعض مبعدي كنيسة المهد، فيما يبحث وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في رفع حواجز في الضفة الغربية واستبدالها بحواجز مفاجئة.
ونقل بيان للديوان الملكي الأردني عن عباس قوله، بعد لقائه الملك الأردني عبد الله الثاني، إن «الحديث (مع الملك) تطرق إلى اللقاء الدولي، وهو حتى الآن غير واضح في ثلاث قضايا». وأضاف: «فمن حيث الموعد الرسمي لعقد اللقاء، سمعنا أنه في منتصف شهر تشرين الثاني، كما أننا لا نعرف لغاية الآن من سيحضر هذا المؤتمر، والنقطة الثالثة تتعلق بمضمون هذا المؤتمر، فنحن الآن نتشاور من أجل أن نذهب إلى مؤتمر يكون ناجحاً». وحذّر عباس من أنه «إذا ذهبنا إلى المؤتمر من دون وضوح لحل ما ومن دون إعلان مبادئ ضمن إطار عمل، لا اعتقد أن المؤتمر سيكون مفيداً».
أما الملك عبد الله فعبر من جهته عن «دعمه للموقف الفلسطيني الذي يدعو إسرائيل إلى بحث قضايا أساسية وجوهرية تتعلّق بالوضع النهائي، كالحدود ومستقبل القدس واللاجئين لضمان نجاح المؤتمر الدولي». وشدّد على ضرورة أن «يعمل الفلسطينيون وقواهم السياسية على توحيد كلمتهم وتبني مواقف منسقة تمكنهم من مواجهة تحديات المرحلة ونيل حقوقهم الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولتهم على ترابهم الوطني».
وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي بأن الملك عبد الله الثاني بحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في «الجهود المبذولة لدفع عملية السلام» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا سيما بعد لقاء عباس وأولمرت أول من أمس. وفي السياق، علمت «الأخبار» من مصادر فلسطينية موثوقة أن عباس حصل على تعهد من أولمرت بالسماح لمبعدي كنيسة المهد من عناصر حركة «فتح» بالعودة إلى الضفة الغربية.
وقالت المصادر إن أولمرت وعد بتسريع الخطوات لعودة مبعدي «فتح» من قطاع غزة إلى الضفة الغربية شرط تعهدهم بعدم العودة إلى المقاومة والانخراط في صفوف الأجهزة الأمنية الفلسطينية، رافضاً طلب عباس عودة جميع المبعدين.
وأكدت المصادر أن عباس طالب أولمرت بوقف الاعتداءات اليومية على الضفة الغربية للسماح للأجهزة الأمنية الفلسطينية بالعمل ضد مخالفي القوانين الحكومية الرسمية، متعهداً في الوقت نفسه بعدم السماح بتخريب الاتفاقات الأمنية الفلسطينية الإسرائيلية تحت أي ظرف كان ومن أي جماعة كانت.
وذكرت مصادر إسرائيلية أمس أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك يؤيّد تغيير طريقة عمل الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، بهدف السماح بتسهيلات على حركة السكان الفلسطينيين. ويفضل باراك استبدال جزء من السواتر الدائمة على محاور حركة السير في الضفة بحواجز متحركة أو حواجز مفاجئة، لكنه يفضّل أن يتطلب الأمر استعداداً طويلاً من الجيش الإسرائيلي لبناء قوات ملائمة لذلك وإعدادها للمهمة.
من جهتها، رأت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، أن إقامة الدولة الفلسطينية هي الحل لمشكلة اللاجئين عبر عودتهم إليها. وقالت، في لقاء مع وفد من قادة اليهود في الولايات المتحدة: «يجب أن تعتمد كل عملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين على مبدأين أساسيين: الأول، أن إقامة الدولة الفلسطينية هي بمثابة الحل الوحيد لقضية اللاجئين. والثاني، ألّا تتحول تلك الدولة إلى دولة إرهاب». وأضافت أن «عدم إدخال لاجئين إلى إسرائيل هو مبدأ أساسي يحظر علينا أن نساوم عليه. ويجب أن تتناسب توقعاتنا من العملية السياسية، مع قدرتنا للتوصل إلى تفاهمات تمثل المصالح الإسرائيلية».
ميدانياً، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس طفلين فلسطينيين من عائلة واحدة، وأصابت طفلة ثالثة بجروح بالغة الخطورة، في قصف مدفعي استهدفهم بينما كانوا يلهون في منطقة أبو صفية شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية وشهود في المنطقة إن المدفعية الحربية الإسرائيلية المرابطة على امتداد الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة مع فلسطين المحتلة عام 48، قتلت الطفلين يحيى رمضان أبو غزال (12 عاماً)، وابن عمه محمود موسى أبو غزال (10 عوام)، فيما أصابت قريبتهم الطفلة سارة أبو غزال (10 أعوام) بجروح بالغة الخطورة.
ونقلت مصادر إعلامية إسرائيلية عن جيش الاحتلال اعترافه بإطلاق قذيفة مدفعية، مدّعياً أنه استهدف منصّة لإطلاق الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع، استخدمها مقاومون فلسطينيون في إطلاق بضعة صواريخ باتجاه بلدات إسرائيلية داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وفي السياق، أعلنت مصادر فلسطينية استشهاد المقاوم من «كتائب عز الدين القسام»، سامح ناصر السوافيري (20 عاماً)، متأثّراً بجروح خطيرة أصيب بها قبل بضعة أيام في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مجموعة من «مرابطي كتائب القسام» شرق حي الزيتون في مدينة غزة.
وفي الضفة الغربية، اقتحمت القوات الإسرائيلية أمس مدينة قلقيلية وفرضت حظر التجول على أحياء شريم والنقار غرب وجنوب غرب المدينة. وذكرت مصادر فلسطينية أن عشرين فلسطينياً أصيبوا خلال مواجهات في المدينة.

يجب أن تعتمد كل عملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين على مبدأين أساسيين: الأول، أن إقامة الدولة الفلسطينية هي بمثابة الحل الوحيد لقضية اللاجئين. والثاني، ألّا تتحول تلك الدولة إلى دولة إرهاب