حيفا ــ فراس خطيب
أعدّت جمعية «أطباء لحقوق الإنسان» الإسرائيلية تقريراً موسعاً، تنشره في الأيام المقبلة، تظهر خلاله عمل الجيش الإسرائيلي على عرقلة دخول سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر، من الضفة الغربية، إلى مستشفيات في القدس الشرقية المحتلة لتلقي العلاج في حالات الطوارئ.
ويشير التقرير، المرتكز على معطيات الخدمة المدنية لعام 2007، إلى أنَّه في 73 في المئة من الحالات، منع الاحتلال الإسرائيلي في الحواجز عبور سيارات الإسعاف. ويوضح أن في بعض الحالات تأخّرت سيارات الإسعاف والمريض بداخلها لـ«غرض التنسيق»، لفترة تتراوح بين ساعة وست ساعات قبل نقله إلى المستشفى، وفي حالات أخرى أُعيدت سيارة الإسعاف من حيث أتت.
ويذكر التقرير حالة الفلسطيني راضي الوحش، الذي تعرّض في التاسع والعشرين من حزيران الماضي لحادث سير في قرية زعترة، قضاء بيت لحم. ووصلت إلى المكان ثلاث سيارات إسعاف فلسطينية وإسرائيلية، وتقرر نقله إلى مستشفى هداسا في القدس الغربية لتلقي العلاج. إلا أن المسؤولة عن قسم الصحة في الإدارة المدنية الإسرائيلية اتصلت «غاضبة»، بحسب التقرير، بمكاتب الارتباط، وهدّدتهم بأنَّها «ستؤلف لجنة تحقيق في هذا الحدث لأنَّ المصاب من سكان المناطق المحتلة وممنوع من دخول إسرائيل».
وبالفعل وصل المريض إلى حاجز إسرائيلي، إلا أنَّ جندياً تابعاً لحرس الحدود أوضح لسيارة الإسعاف التي تنقله أنَّ المصاب ممنوع من الدخول إلى إسرائيل، ما أدى إلى وفاة الوحش.
ويذكر أن جمعية «أطباء لحقوق الإنسان» ومنظمة «ميدكل راليف» ومجلس العيزيرية المحلي، قدمت التماساً الأسبوع الماضي إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، طالبت من خلاله المحكمة بإصدار أوامرها لإسرائيل لتطبيق «أنظمة علاج سكان الضفة الغربية، ممن يصلون إلى الحاجز بحالة صحية طارئة»، والسماح بمرورهم إلى مراكز طبية في القدس الشرقية. ويطالب الالتماس إسرائيل بالسماح أيضاً لسيارات الإسعاف الفلسطينية بالدخول إلى القدس الشرقية المحتلة عن طريق الحواجز من دون اتباع نظام «ظهر إلى ظهر»، حيث يجبر الطاقم الطبي بموجبه في سيارة الإسعاف الفلسطينية التنسيق مع الإسرائيليين لنقل المريض من سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر، إلى سيارة الإسعاف الإسرائيلية.