حيفا ــ فراس خطيب
شيَّع فلسطينيو 48 في حيفا أمس حمودي سلوم (40 عاماً)، الذي توفي أول من أمس متأثراً بجروح أصيب بها بعد سقوط صاروخ على بيته خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان الصيف الماضي.
وقال رئيس كتلة حزب «التجمع الوطني الديموقراطي» النائب جمال زحالقة، الذي شارك في الجنازة، إن «السلطات الإسرائيلية رمّمت كل بيوت اليهود التي تضررت خلال الحرب، ومنحت العائلات التعويضات الكاملة، إلا أنها لم ترمم بيت عائلة سلوم وبعض العائلات العربية الأخرى»، مشيراً إلى أن «التفرقة العنصرية ضد المواطنين العرب باتت نهجاً إسرائيلياً معروفاً في مجالات الحياة كلها».
وأضاف زحالقة، لـ«الأخبار»، «إن اسرائيل التي شنّت العدوان على لبنان تتحمّل مسؤولية جميع ضحاياه في لبنان والجليل وحيفا»، مشيراً إلى أن إسرائيل «زجّت المدنيين في صراع المواجهة. ورفضت طيلة اكثر من شهر وقف اطلاق النار».
وكانت حالة محمد سلوم قد وُصفت بأنها الأكثر خطورة من بين إصابات حرب لبنان الثانية، إذ تعرّض لحروق في كل أنحاء جسده ورقد في المستشفى مدة عام و23 يوماً. وكان سلوم قد أصيب في السادس من آب من العام الماضي، حين سقط صاروخان على الحي العربي وادي النسناس، أصاب أحدهما بيت عائلة سلوم.
وكان محمد سلوم خارج البيت وهرع لإنقاذ أمه وأخته الموجودتين حينها داخل البيت. تسلّل نحو المنزل، فانفجرت قارورة غاز على مقربة منه، واحترق جسده بالكامل. أما افراد العائلة فأصيبوا بجروح طفيفة، وتهدم البيت بالكامل.
ونقل سلوم الى المستشفى حيث بقي تحت العناية المكثفة حتى يومه الأخير داخل غرفة زجاجية ورهينة للأجهزة الرقمية والتنفسية. قطع الأطباء رجله اليمنى، وظلت حالته مستقرّة من دون تقدم الى أن تدهورت صحّته كلياً في الأسبوع الأخير، وأعلم الطاقم الطبي عائلته بأنَّ «أيامه معدودة».
ومنذ سقوط الصاروخ على منزلها، تعاني العائلة اهمال السلطات الاسرائيلية، ولا تزال تسكن في بيت مستأجَر في الحي. ولا يزال بيتهم القديم كومة حجارة في شارع قيسارية في حيفا. ويتنقل أهل الفقيد بين المؤسسات الحكومية لإعادة البناء، إلا أنَّ الافق مسدود. وقررت العائلة إقامة بيت العزاء في خيمة اقيمت مكان البيت، في خطوة احتجاجية تشير من خلالها الى المعاناة التي يعيشها أفرادها.