لبّى مقاتلو ميليشيا «جيش المهدي» التابعة للتيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر أمس، دعوة قائدهم إلى تجميد جميع أنشطتهم لستة أشهر. وخلت شوارع مدينة الصدر، أحد أكبر معاقلهم، من المظاهر المسلّحة. وقال مصوّر وكالة «فرانس برس»، الذي تجوّل في شوارع المدينة، إنه لم يجد أثراً لعناصر «جيش المهدي» بثيابهم السوداء في الشوارع ولا حتى في سياراتهم.وفي اليوم الأوّل لسريان القرار الذي اتّخذه الصدر، لزم السكّان منازلهم أو تجمّعوا في الزوايا يتحدّثون عن مأساة كربلاء، حيث قُتل أكثر من 52 من الزوار الشيعة. وقال أحد مقاتلي التنظيم ممن التزموا منازلهم إن «أفراد الجيش (المهدي) جالسون في منازلهم بعد الأمر الذي أصدره السيد (مقتدى الصدر)، لأننا لا نستطيع كسر كلامه وهو أمر علينا»، حتّى إنّ مكاتب «الشهيد الصدر» أغلقت أبوابها وسط مدينة الصدر. كذلك، لم يشاهَد العناصر الذين يقومون عادةً بتنظيم السّير في المناطق المزدحمة في هذه المدينة الكبيرة وسط العاصمة.
ولم يقتصر الالتزام بتجميد النشاطات على الميليشيا، فقد أقفلت المحال التجارية أبوابها في ساحة «الـ55» وسط الحي، ونُصبت خيم مجالس العزاء بطلب من الصدر الذي أعلن الحداد ثلاثة أيام لمواساة العائلات الشيعية التي فقدت ذويها في مواجهات كربلاء.
وقال أحد مسؤولي التيار الصدري في بغداد، مستخدماً اسماً مستعاراً، هو أبو علي الركابي، إن «إيجابيات التجميد هي أن كثيرين يستخدمون اسم جيش المهدي لأغراض دنيئة من أجل تفريق وحدة الشعب العراقي، لكن كل العناصر العاملين تحت هذا الإطار سيُكشفون لاحقاً». وأضاف هذا المسؤول البالغ من العمر 35 عاماً، «هذا يعني أن كل الأنشطة التي قد تجري في البلاد ضد القوات الأميركية أو غيرها خارجة عن إطار عمل الجيش».
وأكّد الركابي، الذي شارك في معارك 2004 ضد القوات الأميركية، أن «الصدر درس المصلحة الوطنية، ورأى أنها تستوجب اتخاذ مثل هذا الأمر»، مشدداً على أن «كل إنسان يعمل تحت هذا العنوان عليه الطاعة والالتزام»، ومشيراً إلى أن «الحالة الإيجابية في هذا الجيش هي أنّ الطاعة للسيد، طاعة عمياء». ولفت إلى أن «من حقّ السلطات الحكومية، ملاحقة أي شخص يقوم بأي نشاط يتناقض مع الأمر الذي وجّهه السيد أول من أمس، ويدّعي أنه من جيش المهدي».
من جهته، رأى أحد مقاتلي «جيش المهدي» في مدينة الشعلة شمال شرق بغداد، ويُدعى أبو مقتدى، أن سبب قرار الصدر هو أحداث كربلاء، وبرّره بأنه لتفادي حصول اقتتال داخلي شيعي ـــــ شيعي.
(أ ف ب)