غزة ــ رائد لافي
متظاهرون يستفزّون القوة التنفيذية بهتافات لمحمد دحلان وسميح المدهون


حوّل الآلاف من عناصر حركة «فتح» في قطاع غزة، أمس، الساحات العامة للأسبوع الثاني على التوالي إلى «حلبات» لمقارعة حركة «حماس» وقوتها التنفيذية، عبر إقامة صلاة الجمعة في «العراء»، ومقاطعة المساجد التي تسيطر عليها الحركة الإسلامية.
واستجاب الآلاف من أنصار «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية لدعوة «فتحاوية» إلى إقامة صلاة الجمعة في الساحات العامة، احتجاجاً على «حملة التحريض والتخوين والتكفير التي يمارسها خطباء حماس في المساجد».
وكانت حركة «فتح» قد حدّدت ثلاث ساحات عامة في مدينة غزة ومدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع، داعية، في بيان لها بلغة إسلامية تدعمها الآيات القرآنية، أنصارها ونشطاءها إلى تلبية الدعوة إلى الصلاة فيها، في محاولة منها لإظهار شعبيتها التي تآكلت خلال السنوات الماضية، وازدادت تدهوراً عقب هزيمتها أمام «حماس» في 14 حزيران الماضي.
وقال المتحدث باسم حركة «فتح»، سمير نايفة، إن «لجوء آلاف المواطنين إلى تأدية صلاة الجمعة، وللأسبوع الثاني على التوالي، في الساحات العامة بدلاً من التوجه إلى المساجد كما هو مألوف ومتّبع، دليل آخر على رفض غالبية الشعب الفلسطيني للنهج الحمساوي المتطرف وسياسة استغلال منابر المساجد للتحريض على القتل والفتنة وزرع البغضاء والكراهية». ونجحت حركة «فتح»، على ما يبدو، في مبتغاها، مع استجابة الآلاف لدعوتها، وجرّ القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة المقالة برئاسة اسماعيل هنية، إلى مناكفات من نوع آخر، ودفعها إلى ارتكاب مزيد من «الأخطاء»، التي تكررت كثيراً في الآونة الأخيرة، وبات سجلها حافلاً بـ «الانتهاكات والاعتداءات».
وفيما تفرّق المئات من عناصر حركة «فتح» ونشطائها بعد أداء الصلاة، خرج آخرون في مسيرات لم تخلُ من العنف في شوارع مدينتي غزة ورفح، هاجموا خلالها «الممتلكات العامة»، وردّدوا هتافات ضد أفراد القوة التنفيذية الذين انتشروا في الشوارع منذ ساعات الصباح.
وصدحت حناجر «الفتحاويين» بأغنية تمجّد القيادي في «كتائب شهداء الأقصى» سميح المدهون، الذي تحوّل إلى «أسطورة فتحاوية»، عقب إعدامه وسحله في الشارع من جانب عناصر حركة «حماس»، بعدما أحكمت قبضتها على القطاع.
وباتت الأغنية البسيطة، التي تقول كلماتها «دمك ما يهون يا ياسر (عرفات)، دمك ما يهون، خلفك زلزال سميته سميح المدهون»، تمثّل الشعار الذي يتجمّع حوله «الفتحاويون»، ويغيظ «الحمساويين»، الذين يرون في المدهون أحد «أركان الفوضى والفلتان».
ومع عودة القيادي في «فتح» محمد دحلان إلى مدينة رام الله قبل نحو أسبوع، بعد رحلة علاج استمرت أسابيع في الخارج، عاد أنصاره في القطاع إلى الهتاف له من جديد، حيث هتف العشرات في المسيرة «يا هنية يا تعبان اشرد (أهرب) حيجيلك دحلان».
واستفز المتظاهرون أعضاء القوة التنفيذية بالهتاف ضدها «شيعة... شيعة»، وهو الهتاف الذي دأب «الفتحاويون» على إطلاقه على حركة «حماس» التي تواجه تهماً بالانقياد إلى إيران.
وأصيب 13 فلسطينياً، جلّهم من أنصار «فتح»، ومصور صحافي فرنسي، في مواجهات بين المتظاهرين والقوة التنفيذية، التي تصدّت لـ«أعمال الشغب والفوضى» في مدينتي غزة ورفح. ورشق عناصر من «فتح» مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما ألقى آخرون زجاجات حارقة تجاه القوة التنفيذية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، إيهاب الغصين، إن عناصر «فتحاوية» رشقوا موكب جمال الجراح (أبو عبيدة)، القائد العام للقوة التنفيذية، بالحجارة بينما كان في طريقه إلى مقر مجمع الأجهزة الأمنية المعروف باسم «السرايا»، وسط مدينة غزة، من دون أن يصاب بأذى. ووصف مسيرات «الفتحاويين» بأنها «عشوائية»، حيث عمدوا من خلالها إلى «إثارة الفوضى والتخريب والاعتداء على الممتلكات العامة».
وفي أول رد فعل رسمي للحكومة الفلسطينية المقالة على تظاهرات «فتح»، قال هنية «نرفض استغلال الصلاة لأي أعمال تسيء إلى قدسيتها وتخرجها عن مسارها».
وفي رام الله، اتهم متحدّث باسم الرئاسة الفلسطينية «حماس» و«ميليشياتها» بارتكاب «جرائم جديدة» ضد المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وجاء في بيان للرئاسة الفلسطينية أن «ما أقدمت عليه حماس وميليشياتها تجاوز كل الأعراف الوطنية والدينية، حيث أطلقت النار على المصلين في الساحات العامة واعتدت عليهم بالضرب بالهراوات وإطلاق النار وقنابل الغاز والصوت، ما أدى الى إصابة ما يزيد على عشرين شخصاً من المواطنين والصحافيين».