في مؤشّر إلى عودة التنسيق الأمني على أعلى مستوياته بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التقى قادة أجهزة الأمن الفلسطينية كافة أول من أمس، قادة الجيش الإسرائيلي في الضفة، للمرة الأولى منذ عام 1994. وشكر المندوبون الإسرائيليون الفلسطينيين على إنقاذ الضابط الإسرائيلي الرائد غازي رافيه، الذي دخل خطأً الى جنين في بداية الأسبوع وأنقذته قوى الأمن الفلسطينية. أمّا المسؤولون الفلسطينيون فقد طالبوا جيش الاحتلال برفع الحواجز لتسهيل عبور السكان في الضفة، ولا سيما مع حلول شهر رمضان. لكن الجانب الإسرائيلي اكتفى بالوعد بالنظر بتقديم تسهيلات مختلفة للحركة في الضفة، وامتنع عن تقديم وعود ملموسة برفع الحواجز على اختلاف أنواعها.
في هذا الوقت، استمرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث أفادت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أن مقاوماً من «كتائب شهداء الأقصى» أصيب برصاص جيش الاحتلال خلال توغّل في نابلس، فيما اعتقل مقاوم آخر في أريحا من المجموعة نفسها.
كما أغارت المروحيات الإسرائيلية في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس على شمال قطاع غزة مستهدفة مجموعة من المقاومين الفلسطينيين كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ محلية الصنع.
إلى ذلك، اعترف الجيش الإسرائيلي أمس بأن الأطفال الفلسطينيين الذين اغتالتهم قذيفة من دبابة إسرائيلية شمال قطاع غزة قبل ثلاثة أيام كانوا يلعبون.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، استناداًَ إلى نتيجة تحقيق داخلي في جيش الاحتلال، إن «طاقم الدبابة لم يتمكن بناءً على الصور التي التقطت من الجو من التعرف إلى الأطفال الذين كانوا يجرون تجاه منصة لإطلاق صواريخ تركها المسلحون ثم يختفون مرة أخرى أثناء لعبة الغمّيضة».
وكانت الجريمة، التي وقعت يوم الثلاثاء الماضي في بيت حانون، قد أدّت إلى استشهاد صبيين وفتاة تراوح أعمارهم بين 10 أعوام و12 عاماً.
ويقول «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» إن الأطفال الثلاثة كانوا يرعون الماشية على بعد ما بين 30 إلى 40 متراً من راجمة الصواريخ خارج بلدة بيت حانون عندما ضربتهم قذيفة المدفعية.
(الأخبار، أ ف ب، د ب أ)