strong>دفع قرار السيد مقتدى الصدر تجميد نشاط «جيش المهدي» لإعادة التماسك التنظيمي إلى صفوفه، أحد فصائله إلى إعلان انشقاقه عنه، في وقت دعا فيه رئيس الحكومة نوري المالكي جميع الميليشيات إلى الاقتداء بقرار الصدر ووقف كلّ نشاطاتها المسلّحة، محمّلاً، علماء الدين السعوديين «التكفيريين» مسؤولية أحداث كربلاء
أعلن بيان صادر عن «كتائب أحرار فيحاء الصدر»، وهو تنظيم يدّعي الانتماء إلى «جيش المهدي»، أمس، أنه يرى نفسه غير مشمول بقرار السيد مقتدى الصدر تجميد نشاطات هذا التنظيم لمدة ستة أشهر، «لأنّ قرار الحلّ والتجميد هو من اختصاص المرجعية الدينية وحدها».
وأضاف البيان «إننا نعلن أن كتائب أحرار فيحاء الصدر في عموم العراق، غير مشمولة بهذا القرار، وإنها ستستمر في ممارسة دورها حتى يعود العراق بلداً حرّاً خالياً من كل مظهر من مظاهر الظلم والهيمنة والوصاية والعمالة».
بدوره، وجّه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أمس، اتهامات إلى علماء دين سعوديّين بالتسبّب بأحداث كربلاء التي أودت بحياة العشرات خلال الأسبوع الجاري. ولم يشر المالكي إلى الحكومة السعودية التي تعتري علاقاته معها خلافات حالت دون تمكّنه من زيارة الرياض منذ وصوله إلى منصبه قبل عام ونصف عام، غير أنّه سمّى الشيوخ السعوديين الوهّابيين من «أتباع المذهب التكفيري»، وقال إنهم «أصدروا أخيراً فتاوى دينية تدعو إلى تدمير مرقدي الإمامين الحسين والعبّاس وقتل الشيعة».
وفي السياق، أكّدت الحكومة العراقية أنّ خطوة الصدر تجميد أنشطة «جيش المهدي» هي «فرصة مناسبة لتجميد عمل باقي الميليشيات بشتى انتماءاتها السياسية». وحمل بيان صادر عن مكتب المالكي الإثناء الكبير على قرار الصدر الذي وصفه بأنه «من القوى السياسية المهمة على الساحة العراقية، وسيبقى فاعلاً ومشاركاً حقيقياً في العملية السياسية».
وطمأن المالكي إلى أنّ «الإجراءات التي تتخذها الأجهزة الحكومية بعد أحداث كربلاء، لا تستهدف على الإطلاق التيار الصدري، بل ستقتصر الملاحقة على العناصر التي ارتكبت الجرائم من دون النظر إلى الانتماء السياسي أو الحزبي أو الفئوي».
ومن جهته، قال القيادي في «جبهة التوافق العراقية» عمر عبد الستار «إذا كانت دعوة مقتدى الصدر تخدم هدف وقف الجرائم الطائفية فنحن نرحب بها».
أمّا المتحدّث باسم «هيئة علماء المسلمين» الشيخ محمد بشار الفيضي، فرأى أن موقف الهيئة من قرار الصدر «يعتمد على الأسباب والدوافع التي تقف وراءه». وأضاف الفيضي إنه «اذا كان هذا الجيش يمارس مقاومة ضد الاحتلال، فليس من حق السيد مقتدى ولا غيره أن يُصدر هذا الأمر لان الاحتلال لا يزال موجوداً».
وحمّل ممثّل المرجع آية الله العظمى علي السيستاني القوات الأمنية والعسكرية العراقية، مسؤولية أعمال العنف في كربلاء. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أمام المصلّين في كربلاء في خطبة الجمعة، إن «القوات الأمنية تقاعست وتخاذلت في أداء دورها المفترض رغم أنها كانت تمتلك تقارير استخبارية سرية كانت تؤكّد أنّ أحداثاً مماثلة ستحصل».
على صعيد آخر، باشر الرئيس الأسبق للحكومة العراقية، إياد علاوي، نشاطاته السياسية في العراق، بلقاء عقده أمس في مدينة السليمانية الكردية جمعه إلى الرئيس جلال الطالباني، ورئيس حكومة كردستان نيجيرفان البرزاني والسفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر. وأكّد الطالباني، بعد اللقاء، أن الاجتماع لم يتناول قضايا سياسية، بل تركّزت المباحثات على إنشاء فرع للجامعة الأميركية في العراق.
ميدانياً، قُتل جنديّان للاحتلال الأميركي في محافظة الأنبار غرب البلاد، كما اعترفت القيادة الأميركية العسكرية بأنّ الطائرة التي أقلّت وفداً من أعضاء الكونغرس الذي زار بغداد خلال الأسبوع الجاري، تعرّضت لإطلاق النار أثناء إقلاعها من مطار بغداد، من دون وقوع إصابات.
كما قُتل، أمس، نحو 20 عراقياً في أعمال عنف طالت العديد من المناطق في البلاد.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي،
رويترز، د ب أ)