غزة ــ رائد لافي
شنت «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، ولجان المقاومة الشعبية أمس هجوماً عنيفاً على رئيس حكومة الطوارئ سلام فياض لوصفه المقاومة بأنها «تعيسة»، وهو ما ردّت عليه «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» بالتحذير من المساس بفياض، في وقت اغتالت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي سبعة فلسطينيين في قطاع غزة


وصف المتحدث باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، فياض بأنه هو «التعيس»، مشيراً إلى أن «التعيس هو الذي ارتمى في أحضان أعدائه من أجل الفتات المرهون بتقديم تنازلات سياسية خطيرة تصب في مصلحة العدو». وشدّد على أن الحديث عن المقاومة بهذا الشكل والتفاخر بالانتماء إلى دولة الاحتلال «لا تصدر إلا عن الذين نصبوا وسخروا من أجل تحقيق هدف أسيادهم الأميركيين والصهاينة في ضرب المقاومة».
وأضاف أبو عبيدة: «بعدما فشلت كل الطرق السرية في خيانة الأمة، أصبحت الخيانة علنية ومن على منابر الشيطان وهذا يظهر جلياً طبيعة هذه الحكومة التي فرضت على شعبنا بدعوى الطوارئ».
وحذرت «كتائب القسام» حركة «فتح» من استمرار «الاعتداء على عناصر حماس في
الضفة الغربية». وقالت «القسام»، في بيان: «نحذر من نفاد صبرنا على جرائم خفافيش الظلام ضد نشطاء الحركة الإسلامية في الضفة الغربية».
بدورها، قالت «لجان المقاومة الشعبية»، على لسان المتحدث باسمها أبو مجاهد، إن فياض «مطلوب للمقاومة بعد اعترافه الصريح بالعمالة للاحتلال الإسرائيلي». وشدّد على أن «من يزايد على المقاومة ويتهمها بالتعيسة أجدر به أن يذهب إلى من يتعاون معهم فلا مكان له بيننا»، مشيراً إلى أن «هؤلاء لا يعرفون معنى الكرامة بل إنهم فقدوا الرجولة».
وقال أبو مجاهد إن «هؤلاء المرفهين المساومين لم يتذوقوا لذة مقاومة الاحتلال بل تعودوا على حياة الفنادق والقصور بعيداً عن هموم الشعب المكلوم، ونحن لا نأبه بهؤلاء فمصيرهم إلى مزابل التاريخ».
وكان فياض قد قال، في مقابلة مع قناة «سي أن أن» الأخبارية الأميركية، إن «المقاومة لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى التعاسة، وإنه لا يأبه بانتقاد الفلسطينيين له بتعاونه مع الدولة العبرية»، مبدياً اشمئزازاً من تكرار عبارة أن «المقاومة هي حق للشعوب المحتلة».
في المقابل، حذرت «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، من المساس بفياض. وقال القيادي فيها، زكريا الزبيدي، «إن كتائب الأقصى تحذر كتائب القسام أو أي جهة من محاولة المساس بشخص رئيس الحكومة سلام فياض أو أي وزير من وزراء الحكومة الشرعية».
وشدّد الزبيدي على «أن أي محاولة للمساس بفياض من كتائب القسام سيتم الرد عليها رداً قاسياً»، مشيراً إلى «أننا سندافع عن الحكومة الشرعية بكل قوتنا».
وفي السياق، أثارت زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني المُقال إسماعيل هنية منزل الزعيم الراحل ياسر عرفات في مدينة غزة انتقادات «فتحاوية».
وقال هنية، خلال مؤتمر صحافي عقده عقب جولة تفقدية لمنزل عرفات برفقة عدد من المسؤولين في حكومته المقالة وفي حركة «حماس» أول من أمس: «جئنا لنطمئن على البيت بأنفسنا بعد الترويج بأنه تم سرقة محتوياته والعبث به».
وهاتف هنية، خلال زيارته للمنزل، زوجة الرئيس الراحل، سهى عرفات، مطمئناً إياها أن المنزل لم يتعرض لأي نوع من أنواع التخريب، وأبلغها أنه سيرسل إليها شريطاً مصوراً للمنزل يظهر صحة ما يقول.
ودانت حركة «فتح» الزيارة ووصفتها بـ«الاستفزازية». وقال الناطق باسم الحركة في الضفة الغربية، فهمي الزعارير: «هذه الزيارة انتكاسة للوطنية والتضحيات الفلسطينية، وتضحيات الشهيد أبو عمار». وأضاف: «كان الأجدر بإسماعيل هنية، حماية بيت الشهيد أبو عمار، من تدنيسه من قبل ميليشيا حماس، وصون إرثه وتضحياته ورمزيته، خلال الانقلاب الدموي».
ميدانياً، اغتالت الطائرات الحربية الإسرائيلية القائد العام لـ«سرايا القدس» في قطاع غزة زياد غنام (42 عاماً)، وابن شقيقه رائد فؤاد غنام (24 عاماً)، ومحمد أنور الراعي (23 عاماً)، عندما استهدفت سيارتهم في مدينة خان يونس، جنوب القطاع.
ونعت «سرايا القدس»، في بيان، غنّام ووصفته بأنه «مجهز الاستشهاديين في القطاع»، متوعّدة بـ«رد مزلزل في العمق الصهيوني». وأشارت إلى أن الشهيد الراعي هو مفجر ناقلة الجند في مدينة رفح قبل نحو ثلاثة أعوام، التي قتل فيها خمسة إسرائيليين.
وفي مخيم المغازي، وسط القطاع، استشهد أربعة مواطنين وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة خلال قصف جوي إسرائيلي استهدف ورشة للحدادة في المخيم.
وقالت مصادر محلية في المخيم إن طائرات الاحتلال قصفت ورشة تعود ملكيتها للمواطن صلاح قفة، الذي استشهد في العملية مع ابنه إياد، وصديقه أحمد أبو مسلم، وأحد العمال في الورشة أحمد العايدي.
كما أعلنت مصادر فلسطينية استشهاد تغريد محمد عابد (30 عاماً) من سكان مخيم جباليا للاجئين، شمال القطاع، جراء تدهور حالتها الصحية بعد نحو 20 يوماً من المعاناة على معبر رفح المغلق، الذي يشهد ازدحاماً شديداً إثر عدم سماح قوات الاحتلال الاسرائيلي للآلاف من الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم وذويهم في القطاع.
إلى ذلك، استجاب نحو مئتي عنصر من قوات الأمن الوطني، ومتطوعين من حركة «حماس» لدعوة هنية بالانتشار على امتداد الحدود المصرية ـــــ الفلسطينية لحمايتها.
وقال النقيب إبراهيم أبو النجا، قائد قوات الأمن الوطني التي انتشرت على الحدود، إن «أسباب الانتشار ودوافعه هي الحفاظ على أمن الحدود الممتدة على مسافة 13 كيلومتراً من معبر كرم أبو سالم شرقاً حتى شاطئ بحر رفح غربا»ً.