غزة ــ رائد لافي
ازدادت قضيّة الصحافي الاسكتلندي المختطف في قطاع غزّة ألان جونستون تعقيداً أمس، بعد اعتقال «حماس» المتحدّث باسم «جيش الإسلام»، التنظيم السلفي المسؤول عن اختطافه، الذي ردّ بعمليّة خطف مضادّة


تقدّمت حركة «حماس»، على ما يبدو، خطوات واسعة على طريق تحرير مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في قطاع غزة ألان جونستون، الذي اختطفه تنظيم «جيش الإسلام» منذ 3 أشهر.
فقد نجحت «حماس»، عقب اشتباك مسلّح مع عناصر من التنظيم في مدينة غزة، في اعتقال المتحدث الرسمي باسم «جيش الإسلام» خطاب المقدسي. وقال القيادي في «حماس» سامي أبو زهري، لوكالة «رويترز»، إنّ المقدسي، واسمه الحقيقي أحمد المظلوم من سكان حي الدرج في غزة، كان برفقة مجموعة من عناصر تنظيمه عندما أطلقوا النار على أفراد حاجز للقوّة التنفيذية، قبل أن تطاردهم القوة وتلقي القبض عليهم.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان، إنّ القوّة التنفيذية اعتقلت بعض المتورطين في خطف جونستون، «بعد فشل كل المحاولات التفاوضية والسلمية للإفراج عنه على مدار أكثر من ثلاثة أشهر»، مهدّدةً بأنّها «لن تتوانى في إنهاء الملفّ»، داعية «الخاطفين والذين يقدمون لهم الدعم والحماية إلى تسليم أنفسهم، وإن من لا يستجيب يعرض نفسه للمساءلة القانونية».
واتهم المتحدّث باسم «حماس»، فوزي برهوم، المقدسي بقتل الكثيرين من الذين راحوا ضحية الحوادث الغامضة في قطاع غزة خلال الأشهر الماضية. وقال إنّه «أحد قادة المجموعات المسلّحة التي تشكل خطراً على أمن المواطن والسلم الاجتماعي».
وأشار برهوم إلى أن العلاقة بين ميليشيا «جيش الإسلام» وجماعة القيادي في حركة «فتح» محمّد دحلان هي التي أحبطت محاولة كانت قاب قوسين أو أدنى لإنهاء قضية اختطاف جونستون، كاشفاً النقاب عن تهديدات جدية تلقاها «جيش الإسلام» من جماعة دحلان في رام الله، كي لا يطلق سراح جونستون عبر اتفاق مع «حماس».
وأشار القيادي «الحمساوي» إلى أنّ «جيش الإسلام» لا يزال مصراً على الاحتفاظ بـ«سلاح الإجرام والقتل». وأوضح أنّ «هناك معلومات أكيدة وخطيرة عن تخطيط هذه الفرقة للقيام بعمليات لإرباك الساحة الفلسطينية وتحديداً في القطاع».
وأشارت مصادر، لـ«الأخبار»، إلى أن «جيش الإسلام»، الذي يتزعّمه ممتاز دغمش ويُعَدُّ تابعاً عقائديّاً لتنظيم «القاعدة»، ردّ على اعتقال المقدسي ومجموعته باختطاف نحو 10 من الطلبة التابعين لـ«حماس» غرب مدينة غزة، مشترطاً إطلاق سراحهم في مقابل إطلاق المقدسي ورفاقه.
إلّا أنّ مصادر فلسطينية مطلعة رجّحت أن تساوم «حماس» للإفراج عن جونستون والمختطفين الآخرين، في مقابل الإفراج عن المقدسي ورفاقه، وخصوصاً بعد فشل المفاوضات السلمية.
في المقابل، نقلت وكالة «فلسطين برس» الموالية لدحلان، عن عائلة دغمش و«جيش الإسلام» تحذيرهما لـ«حماس» من محاولة استدراج العائلة ومقاتليها للمواجهة المسلّحة، بعد إعدام اثنين من أفراد العائلة خلال الأيام الماضية.
وبحسب الوكالة المذكورة، فإن «ممتاز دغمش وعائلته أعدّا 30 سيارة مفخخة لتفجيرها في ميليشيات وعناصر حماس في حال استخدام أسلوب الغباء (القوة العسكرية) لتحرير جونستون».
ونسبت الوكالة إلى مصادر في عائلة دغمش اتهامها لـ«حماس» بادّعاء الإسلام «في الوقت الذي تقتل فيه المسلمين، وتحافظ على حياة الكفار والصليبيين»، مهدّدة بأن العائلة «ستنتقم لدماء أبناءها الذين ذهبوا غدراً على يد هذه الميليشيات الخارجة عن القانون».
كما أمهل «جيش الإسلام» قادة «حماس» 24 ساعة للإفراج عن المختطفين، مهدّداً في الوقت نفسه بالكشف عن حقيقة «بعض الشخصيات التي خدعت أمتنا باسم الإسلام» والكشف عن «حقائق صوتية أو مرئية أو نصية بشأن بعض سياسات حماس الحالية». كما اتّهم «حماس» بمحاربة فكر «القاعدة» وعقد ورش من أجل ذلك.