القاهرة ــ الاخبار
اشتعلت حرب البيانات بين أطراف إسلامية في القاهرة على خلفية إعلان «محامي الجماعات الإسلامية» منتصر الزيات، تأسيس حزب جديد تحت اسم «الاتحاد من أجل الحرية»، الذي سيضم أبناء التيارات الإسلامية ومسيحيين، لكنه لن يكون متحدثاً باسم تيار أو جماعة إسلامية بعينها بل «مدنياً ذا مرجعية إسلامية»، حسبما قال الزيات لحظة إعلانه تأسيس الحزب.
واختار محامي الجماعات الإسلامية كما يصفونه، إعلان تأسيس حزبه في ندوة أُقيمت في مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاسراتيجية بالاشتراك مع مؤسسة «فريدريش ايبرت» الألمانية بمناسبة مرور 10 سنوات على مباردة وقف العنف التي أعلنها أمراء الجماعة الإسلامية في السجن.
ولفتت طريقة الزيات في إعلان الحزب نظر المراقبين، ولا سيما حرصه على التأكيد أنه لن يضم في تشكيلاته أياً من قادة تنظيم الجماعة الإسلامية أو الجهاد أو أسماء معروفة ممن سبق الحكم عليهم في قضايا سابقة وسيكون الحزب «مفتوحاً أمام الجميع مسلمين ومسيحيين».
ورأى الزيات أن الحزب، الذي سيتقدم بأوراقه خلال شهرين، سيدشّن مرحلة جديدة للإسلاميين يؤكدون فيها «حالة العمل السلمي التي التزمناها منذ مبادرة وقف العنف في 1997».
وتعليقاً على إعلان الزيّات، أصدرت الجماعة الإسلامية بياناً نفت فيه التشاور مع الزيات في الحزب، مؤكدة «أنها فوجئت بالإعلان وطريقته كما فوجئ الجميع بذلك»، ومشيرةً الى أن فكرة الأحزاب ليست «مطروحةً على جدول عملها في الوقت الذي ترى فيه بعض أبنائها في السجون.. وبعضهم لا يزال حكم الإعدام يمثل سيفاً مصلتاً على رقبته».
وأعلنت الجماعة، في بيانها، أسفها مما فعله، معتبرةً أن إعلان الحزب في مؤتمر مبادرة وقف العنف يعد «استغلالا ًسيئاً لهذه الذكرى».
ورداً على بيان الجماعة، أصدر الزيات بياناً قال فيه «بدا لي أن التباساً وقع لدى الإخوة في الجماعة الإسلامية أو سوء نقل كنت أتمنى أن يتريثوا معه لحين الاستماع إلى كلمتي أو التأكد مني شخصياً، وأنا أقدر بالطبع حرصهم على تأكيد نفيهم الاضطلاع بأي مهمات سياسية أو حزبية. لكني بالضرورة أستطيع أن أزن كلامي حينما أصرح به، فلم يصدر عني مطلقاً في كلمتي في الندوة أو في تصريحاتي الصحافية التي أعقبتها أنني ادّعيت علاقة من أي نوع بالجماعة الإسلامية أو الجهاد أو غيرهما من الجماعات أو الشخصيات التي لها ارتباطات من أي نوع بالجماعات، بل وأكدت أنني لم أشاور أو أحيط أحداً منهم بعلم عمّا اعتزمت عليه، بل أكدت حرصي على ذلك لسببين: أولهما عدم رغبتي إحراجهم.. ورغبتي في تدارك أخطاء المشروعات السابقة التي ربطت بين تلك المشروعات والجماعات الدينية».
وأوضح بيان الزيات أن التشاور تم مع «شخصيات عامة وأفراد لها انتماءات إسلامية بعيداً عن تلك التنظيمات وأن الحزب سيكون متاحاً لكل من شاء الانضمام إليه من الإسلاميين وغيرهم». وأضاف «أمّا عن وجهة نظري في ضرورة النضال السياسي وإبداء الرأي في المسائل العامة، فلم أخصّ الجماعة، بل تحدثت عن حركة إسلامية هي اكبر من هذه الجماعة أو تلك».