القاهرة ــ خالد محمود رمضان
أعلنت السلطات المصرية، أمس، أن المهندس شريف الفيلالي المدان بالتخابر لمصلحة إسرائيل قد توفي في سجنه، أول من أمس، لكن بلا شبهة جنائية.
وقال الطبيب الشرعي محمد نبيل، الذي قام بتشريح جثة الفيلالي، إن الوفاة كانت «نتيجة هبوط حاد في الدورتين التنفسية والدموية وتوقف عضلة القلب».
وراجت تكهنات حول تعرض الجاسوس المتوفى إلى عملية تعذيب أدت إلى وفاته بعد تحرشات جنسية من قبل بعض السجناء الجنائيين، لكن مصادر مصرية أبلغت «الأخبار» أن الوفاة طبيعية، ولا سيما أن تشريح الجثة برهن على أنها خالية من أي إصابات داخلية أو خارجية ولا شيء يشير إلى وجود عنف».
وتسلم أقارب الفيلالي جثته أمس لدفنها.
وبدأت قصة الفيلالي، الحاصل على بكالوريوس الهندسة، عندما سافر عام 1990 لاستكمال دراسته العليا في ألمانيا، حيث تعرّف على امرأة ألمانية يهودية قامت بتقديمه إلى رئيس قسم العمليات التجارية في إحدى الشركات الألمانية الدولية، والذي ألحقه بالعمل في الشركة، وطلب منه تعلم اللغة العبرية، تمهيداً لإرساله للعمل في إسرائيل.
وعندما فشل في تعلم اللغة العبرية، سافر إلى إسبانيا وتزوّج من امرأة يهودية مُسنّة، ثم تعرّف على الضابط في جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق غريغروي شيفيتش، المتهم الثاني في القضية، وعلم منه أنه يعمل في تجارة الأسلحة. وكشف له عن ثرائه الكبير، ثم طلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر، وإمداده بمعلومات عن مشروعات استثمارية، منها ما هو سياحي وزراعي بمساعدة ابن عمه سامي الفيلالي وكيل وزارة الزراعة.
وتضمنت أوراق الاتهام، التي قدمتها الاستخبارات المصرية عبر النيابة، أن الفيلالي كان على علم بتجنيد الاستخبارات الإسرائيلية له وأنه اعترف بأنه كان مستعداً لفعل أي شيء من أجل المال، وتكوين ثروة سريعة في وقت قصير.
وتم تكليف الفيلالى بإعداد تقرير عن التطويرات التي أدخلتها القوات المسلحة المصرية على زوارق الصواريخ البحرية 205 و206، فما كان منه سوى أن اتصل بابن عمه الآخر سيف الدين الفيلالي الضابط السابق بالقوات البحرية، وسأله عنها بحجة شراء أسلحة لصالح شركة في أسبانيا، فأحاله ابن عمه إلى ضابط آخر برتبة عميد سابق الذي نهره وقال له: إن هذه أسرار عسكرية لا يجوز الخوض فيها، وأن الفيلالي توجه لمقابلة الملحق التجاري المصري في مدريد وطرح عليه الأمر لإبعاد الشبهات عنه، وأنه حصل على 2000 دولار مقابل التقارير التي قدمها، وألف دولار أخرى بعد مقابلة عناصر من الموساد.
وعندما سئل الفيلالي في تحقيقات النيابة ألم تكن أمامك فرصة للانسحاب والتراجع؟ قال: نعم ولكن لم يحدث، وعندما سئل: ولماذا انجرفت إلى طريق التجسس ضد بلادك؟ أجاب: حب المغامرة واكتشاف المجهول. ولم يكن أمامي إلا أن أوافق.
يذكر أن الجاسوس المتوفى قد أدين في عام 2002 بمحاولة جمع معلومات وبيانات عن السياحة في مصر وعن مشروع زراعي كبير في البلاد.
وتأتي وفاة الفيلالي بعد أسبوع من إدانة مهندس نووي يعمل في هيئة الطاقة الذرية بالتجسس لحساب «الموساد».