أدت التحقيقات في الاعتداءات الإرهابية الفاشلة في لندن وغلاسكو إلى سلسلة اعتقالات، كان أبرزها إيقاف رجلين من أصل عربي مشتبه بتورطهما فيها، في وقت قال فيه خبيران فرنسيان في الحركات الإسلامية المتطرفة إن منفذي الاعتداءات «هواة».وأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أن لجنة «كوبرا»، وهي خلية الأزمة التابعة للحكومة البريطانية، اجتمعت للمرة الخامسة أمس، على خلفية الاعتداءات الفاشلة في لندن وغلاسكو.
وأكدت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث أن «عدم قتل أو إصابة أي فرد في محاولة تفجيرات السيارات الثلاث التي أحبطت في لندن وغلاسكو لم تكن مجرد ضربة حظ، بل هي شجاعة ضباط الشرطة وفاعلية أجهزة المخابرات».
وعن تحذير الاستخبارات الأميركية بريطانيا من أن غلاسكو قد تكون هدفاً، قالت سميث «لست متأكدة».
وتوقع رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير أن يستمر التهديد الإرهابي ضد بلاده لسنين طويلة، وأن يستحوذ على جهود خلفه براون ورؤساء الوزراء المقبلين أيضاً.
وأعلنت شرطة اسكتلنديارد أنها أوقفت رجلين في الـ28 والـ25 من العمر، في إطار التحقيق في محاولة الاعتداء على مطار غلاسكو. وأوضحت أن توقيف هذين الرجلين، جاء نتيجة «عمليات مكثفة للشرطة في منطقة بايزلي (قرب غلاسكو)».
وقال مسؤولون في الأردن، رفضوا الكشف عن هوياتهم، إن الرجل الذي اعتُقل على الطريق السريع جرّاح أردني يدعى جميل عبد القادر العشه، الذي قال والده لوكالة «يونايتد برس» ان «لا علاقة لابنه بمواضيع التفجيرات». وأضاف إن ابنه غادر إلى «بريطانيا والتحق بجامعة بيرمنغهام منذ ثلاث سنوات بهدف التخصص بجراحة الأعصاب».
وفي السياق، ذكرت الصحف البريطانية أن الشرطة لا تزال تبحث عن مشتبه فيه واحد على الأقل في إطار محاولات الاعتداء، وأن بين الأشخاص الخمسة الموقوفين طبيبين، أحدهما متهم بالاعتداء على مطار غلاسكو، وهو عراقي الجنسية يدعى بلال عبد الله، وخضع للتدريب في بغداد. ورأت مجمل الصحف أن الخلية التي كانت وراء هذه الاعتداءات الفاشلة لم يتم تفكيكها بالكامل بعد.
وفي السياق، رأى الخبيران الفرنسيان المتخصصان في الحركات الإسلامية المتطرفة لوي كابريولي ودومينيك توماس أن فشل محاولات الاعتداء الثلاث التي جرت في بريطانيا الجمعة والسبت يُظهر أن منفذيها هواة، ما يزيد صعوبة تعقبهم.
ولاحظ الخبيران أن أنظمة تشغيل القنابل التي تم العثور عليها في لندن كما في غلاسكو داخل السيارات المفخخة (قوارير غاز وبنزين ومسامير) لم تعمل، الأمر الذي يدفع الى الاعتقاد أن منفذي هذه الاعتداءات، على الرغم من اندفاعهم، تنقصهم الخبرة التقنية، إذ لم يعرفوا كيفية تشغيل القنبلة.
إلى ذلك، أشاد الرئيس الأميركي جورج بوش بـ«رد الفعل الحازم جداً»، الذي أبداه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون حيال الاعتداءات الفاشلة في لندن وغلاسكو، مشيراً الى أن «الحرب على هؤلاء المتطرفين متواصلة».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين لم تكشف أسماءهم في وزارة الأمن الداخلي أن «المسؤولين الأميركيين زادوا عدد حراس أمن الجو لمراقبة الرحلات، وخصوصاً بين الولايات المتحدة وبريطانيا».
(يو بي آي، أ ف ب، د ب أ، أ ب)