غزة ــ الأخبار
عاشت مدينة غزّة أمس تصعيداً في التوتّر بين حركة «حماس» وتنظيم «جيش الإسلام»، في ظلّ تحرّك ملحوظ لمسلّحين من «حماس» والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في محيط حي الصبرة، وتشديد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية على أنّ «الخيارات جميعها مفتوحة أمامنا لإنهاء معاناة» مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ألان جونستون.
وقال هنية، خلال لقاء مع صحافيين أجانب في مكتبه في غزة، إنّ المفاوضات للإفراج عن جونستون «للأسف لم تنجح بسبب تعنّت الخاطفين، ونحن نؤكّد أن من المستحيل أن نجعل الفلسطينيين كلهم رهينة للجهة الخاطفة». وأضاف: «نؤكد أنه لا توجد مظاهر خطف متبادلة، بل هناك وزارة داخلية تعتقل متورطين في القضية، ولن تتوقف هذه الإجراءات حتى نحسم هذا الأمر»، موضحاً: «نحن حريصون» على إنهاء القضية «سلمياً لكن الاستمرار في الحجز يدفعنا للتفكير في البدائل».
في هذا الوقت، أفادت مصادر إعلامية ومحلية بأنّ مسلّحين من كتائب «القسام»، الذراع العسكرية لـ«حماس»، والقوة التنفيذية، انتشروا في محيط حي الصبرة، «المعقل» الرئيسي لتنظيم «جيش الإسلام»، وعائلة دغمش التي تنتمي غالبيّة عناصر التنظيم إليها.
وتوقّعت مصادر مقربة من «حماس» لجوء الحركة في أي لحظة إلى خيار الحسم العسكري، لتحرير جونستون، إلّا أنّ مصادر أخرى استبعدت هذا الخيار، مبرّرةً التحرّك المسلّح لـ«حماس» بأنه يندرج في إطار ممارسة مزيد من الضغوط على «جيش الإسلام» لتحرير الصحافي من دون مقابل.
ومن جهته، اتّهم «جيش الإسلام» «حماس» برفض «وساطة شرعية من علماء ومشايخ فلسطين»، للتدخل بين الطرفين للإفراج عن المختطفين، وبينهم جونستون. وقال، في بيان، إنّه «تم الاتفاق على أن يتدخل الشيخ علي بن عودة الغفري (أمير جماعة التبليغ والدعوة السلفية في القطاع) للإصلاح»، مضيفاً: «نقول لحماس إن كان الإفراج عن الصحافي يكلّفكم كل هذا الخطف، وإن كنتم تظنون أن إخراجه سيعود عليكم بالنفع فأنتم واهمون».
في المقابل، نفت «حماس» على لسان المتحدث باسمها أيمن طه، رفضها أي وساطة مع «جيش الإسلام»، مشيرةً إلى أن «هناك جهوداً لا تزال تبذل، وهناك جولات من الحوار المباشر وعبر وسطاء».
وفي حديث لـ«الأخبار»، أكّد طه أنّ حركته لم تقطع اتصالاتها مع التنظيم الإسلامي السلفي، مشيراً إلى أن «العلاقة بيننا جيدة ونعتبر جيش الاسلام فصيلاً مقاوماً». وأضاف أنّ التحرّكات الميدانيّة لعناصر «حماس» لا تستهدف «جيش الإسلام» مباشرة، بل هي «ضد فئة مارقة مثيرة للفتن».