strong>شبح الإرهاب لم يعد يقتصر على بريطانيا التي لا تزال تعيش على وقع التفجيرات والطرود المشبوهة، فمخاوفه بدأت تتمدّد، على ما يبدو، في أرجاء أوروبا
باتت محاولات التفجيرات في بريطانيا أشبه بمشهد الكر والفر؛ فالشرطة لا تزال تطارد الأجسام المشبوهة، وكان آخرها العثور على طرد في مطار هيثرو في لندن، وتفجير آخر على مقربة من محطة هامرسميث للمترو غرب العاصمة البريطانية، في وقت فجرت فيه الشرطة الاسكتلندية سيارة مشبوهة قرب مسجد في غلاسكو. وتنسحب هذه الاعتداءات على بلدان أوروبية أخرى، منها روما، لتغدو هاجس الناس الأساسي.
وأعلنت الشرطة البريطانية أمس إخلاء أحد المباني التابعة لمطار هيثرو، بعد العثور على «طرد مشبوه»، فيما قال متحدث باسم شرطة وسائل النقل البريطانية إنه تم تفجير طرد مشبوه على مقربة من محطة هامرسميث للمترو غرب لندن، من دون تأكيد احتواء الطرد على مواد متفجرة، ما أدى إلى إغلاق محطتي «هامرسميث» و«بارونز كورت» ومنع قطارات المترو من التوقف فيهما.
كما أعلنت الشرطة الاسكتلندية أن خبراء ألغام فجروا سيارة مشبوهة مركونة قرب مسجد في غلاسكو (اسكتلندا).
واعتقلت الشرطة البريطانية أمس رجلين في بلدة بلاكبيرن في شمال إنكلترا للاشتباه بصلتهما في مخططات إرهابية. وصرح متحدث باسم الشرطة أن من السابق لأوانه القول إن الرجلين على صلة بحادثتي السيارتين المفخختين في لندن وغلاسكو.
كما استجوبت الشرطة ثمانية أشخاص، يعملون في القطاع الصحي في بريطانيا، في وقت اعتقلت فيه السلطات الأوسترالية طبيباً هندياً، بناء على معلومات من الأجهزة البريطانية، أثناء محاولته مغادرة أوستراليا بتذكرة طيران ذهاب فقط.
وكان الطبيب الهندي محمد حنيف يعمل في مدينة ليفربول حتى العام الماضي، وانتقل قبل عشرة أشهر للعمل بصفة مسؤول تسجيل في مستشفى غولدكوست في ولاية كوينزلاند الأوسترالية. وعزت محطة «إيه.بي.سي» الأوسترالية سبب اعتقال حنيف إلى محادثة هاتفية أجراها مع مشتبه فيه محتجز الآن في بريطانيا.
إلى ذلك، دانت أكبر منظمة للمسلمين في بريطانيا «وحشية» المحاولات الفاشلة لتفجير سيارات مفخخة في لندن وغلاسكو، وحضّت المسلمين على المساعدة في «منع الإرهاب». وقال الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا، محمد عبد الباري، في مؤتمر صحافي في مقر المجلس (شرق لندن) إن «الأحداث التي شهدتها الأيام الماضية كانت مزعجة للغاية وتشكل تحدياً لنا جميعاً».
وفي ما يشبه الرد، أعلنت الداخلية البريطانية أنها ستحظر نشاطات جماعتين إسلاميتين (مجاهدي بنغلادش والشريعة المحمدية) وصفتهما بالمتشددتين. وأشارت إلى أنهما متهمتين بشن هجمات إرهابية في جنوب آسيا.
وفي إطار هاجس توسع العمليات الإرهابية في أنحاء أوروبا، أعلنت روما «التأهب الأمني» في مطار تشامبينو (ثاني أكبر مطار في روما) أول من أمس لدى ظهور رجل يحمل حقيبة على ظهره عند مدرج الطائرات، ما أدى إلى إلغاء عدد من الرحلات الجوية حتى صباح أمس. وقالت بعض المصادر إن الرجل أثيوبي، فيما ذكرت بعض وسائل الإعلام أنه تم تفجير حقيبته التي اتضح عدم احتوائها أي متفجرات.
بدوره، دعا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي ايه) مايكل هايدن موظفي الوكالة إلى تجاهل الانتقادات الموجهة إليها والتركيز على محاربة الإرهاب.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن هايدن كتب في مذكرة بعنوان «ركزوا على الهدف» أن عمليات التفجير التي أُحبطت أخيراً في بريطانيا وحملات الاعتقالات التي رافقتها «تشير إلى خطورة هذا العالم، ويظل عملنا بالدفاع عن أميركا مهماً إلى الأبد».
وفي السياق، يعتقد مسؤولون أميركيون أن الهجوم الإرهابي المتوقع على الولايات المتحدة، سيكون على غرار الاعتداءات التي شهدتها بريطانيا، والتي تهدف إلى زرع الخوف بين الناس، لا إلى تحقيق خسائر في الأرواح. كما أن من الصعب منع وقوع هذا النوع من الهجمات التي تفتقد الخبرة والتدريب، ويتوقع أن يقودها تنظيم «القاعدة» من دون دلائل واضحة على ذلك.
(يو بي آي، أ ف ب ، د ب أ،
رويترز، أ ب)