اختتم القادة الأفارقة مناقشاتهم حول إقامة الحكومة الأفريقية، أمس، في العاصمة الغانية أكرا. وشهدت الجلسة الختامية خلافاً بين تيّارين، أوّلهما مؤيّد لوحدة أفريقية على شكل تجمعات إقليمية متحدة، والآخر يرى أنه يجب أن تبدأ بكونفدرالية وتنتهي إلى دولة واحدة.وفي هذا السياق، أكّد الزعيم الليبي معمّر القذافي أن حكومة الوحدة ستُقام «عاجلاً أو آجلاً، وأن قطار الوحدة انطلق ولا يمكن لأحد أن يعطّله». وأشار، في تصريح للصحافيين بعد اجتماع الرؤساء والملوك، إلى أن مشروع الحكومة الواحدة متّفق عليه من قبل الجميع، ولكن الاختلاف لا يزال حول الموعد والآلية.
وأوضح القذافي أن قمّة الاتحاد الأفريقي تخلّلتها اختلافات «بسيطة» بين الأطراف المشاركة، منتقداً في الجلسة المغلَقة «من يقولون إن أفريقيا لم تنضج سياسياً بعد». كما رفض بشكل قاطع أي وجود لقوات أميركية في القارة، «لأنّ أفريقيا ليست بحاجة إلى مثل هذه القوات، بل إلى التعاون والتنمية الاقتصاديين».
وقالت مصادر إعلامية في أكرا إن أصحاب «التيار المعتدل» المؤيّدين لتعزيز أشكال تعاونية أفريقية بالتدرّج، نجحوا في إقناع المفوّض العام للاتحاد الافريقي ألفا عمر كوناري بضرورة عدم حرق المراحل لتحقيق الأهداف الوحدوية للقارة، وخصوصاً في ما يتعلّق بالحكومة الموحّدة وعلى رأسهم رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي، في مواجهة التيار الآخر الذي يطالب بتحقيق ذلك على الفور، وعلى رأسه الزعيم الليبي.
وكان القذافي قد جدّد تمسّكه بمشروع إعلان الولايات المتحدة الأفريقية الذي اقترحته بلاده على الزعماء الأفارقة المشاركين في قمة أكرا. وسبق له أن قال في تصريح لقناة الجزيرة الفضائية على هامش القمّة إن كل الدول الأفريقية تؤيّد هذا المشروع، لكنها تختلف بشأن «خريطة الطريق» الموصلة إلى أهدافه.
أما الرئيس الكيني مواي كيباكي، فقد أعرب عن «تأييده القوي» للوحدة، معتبراً أن مزاياها عديدة للشعوب الأفريقية، وستزيد نفوذ أفريقيا.
(د ب أ)