strong>«القاعدة» حذّر بريطانيا من نيّته تنفيذ اعتداءات فيها
يبدو أن السلسلة البوليسية، التي بدأت الأسبوع الماضي في لندن، لا تزال في أولها، وخصوصاً أن الصحف البريطانية لم تتوقّف عن كشف علاقة تنظيم «القاعدة» بهجمات لندن وغلاسكو، والتحذير المسبّق من اعتداءات متوقعة، كانت السلطات البريطانية على علم بها وبمنفذيها، ما يطرح شكوكاً حول قدرة السلطات الأمنية على إحباط هجمات مماثلة قبل وقوعها.
وذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية أمس أن تنظيم «القاعدة» حذر من شن هجمات على بريطانيا، وذلك قبل محاولات تنفيذ هجمات على لندن ومطار غلاسكو الأسبوع الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن قيادياً في تنظيم «القاعدة» حذّر القس الانجيلكاني أندرو وايت، الذي يعمل في بغداد، في نيسان الماضي، قائلاً «سيقتلكم من يتولى علاجكم»، في إشارة إلى الأطباء المشتبه في تورطهم في العمليات الإرهابية في بريطانيا.
ووصف وايت محادثاته مع القيادي نفسه، على هامش مؤتمر ديني في عمان، بالقول «تحدّث عن الطريقة التي يرغبون من خلالها تدمير البريطانيين والأميركيين وأخبرني أن الخطط وضعت بالفعل».
وفي السياق، قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن ثلاثة مسلمين متهمين بعلاقتهم بـ«القاعدة» اعترفوا بتحريضهم آخرين على شن هجمات إرهابية ضد غير المسلمين، وتشجيع الناس على اتباع زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، عبر مواقع الإنترنت والرسائل الالكترونية. وستصدر المحكمة البريطانية اليوم أحكامها ضد الشبان المسلمين الثلاثة.
كما كشفت صحيفة «سكوتسمان» أن بعض المشتبه بهم كانوا معروفين من جانب جهاز الأمن الداخلي (إم آي 5) قبل وقوع الهجمات الفاشلة. وأكد خبير الشؤون الأمنية في جامعة برونيل البريطانية انطوني غليز أن واحداً على الأقل من بين المشتبه بهم الثمانية كان على لائحة جهاز «إم آي 5»، التي تتضمن أسماء 1600 شخص، يعتبرهم أهدافاً رئيسية ويشتبه بتورطهم في أعمال ارهابية.
أضافت «سكوتسمان» إن المحققين البريطانيين اعترفوا بأن الصدفة وحدها هي التي منعت التسبب بخسائر بشرية في هجمات الأسبوع الماضي، ما أثار تساؤلات عن قدرة السلطات الأمنية على التحرك في مرحلة مبكرة لإحباط مثل هذه الهجمات قبل وقوعها.
وقال مسؤول عن مكافحة الإرهاب في واشنطن إن أسماء المشتبة بهم لم ترد على قائمة أميركية تضمّ أسماء أفراد يخضعون للمراقبة تحسباً لقيامهم بأعمال إرهابية.
إلى ذلك، يدرس خبراء أمنيون خفض مستوى التهديد الارهابي في بريطانيا، إذ تعتقد الشرطة أنها اعتقلت المشتبه بهم الرئيسيين في مخططي تفجير لندن وغلاسكو، مع استمرار عمليات البحث. وفي حالة خفض مستوى التهديد، فمن المحتمل ان يكون ذلك أقل بدرجة واحدة. وأضاف «سنُخطر المواطنين حين يكون هناك ما نعلنه».
وفي اطار التعزيزات الأمنية، دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الأحزاب السياسية في بلاده إلى الاتحاد في وجه الإرهاب، وذلك في أول ظهور له أمام مجلس العموم كرئيس للوزراء.
وأعلن براون إجراءات جديدة ستتخذها حكومته لتعزيز الأمن في مختلف المناطق البريطانية، بينها توسيع لائحة المراقبة للمنظمات الإرهابية المحتملة، وتوقيع اتفاقيات دولية جديدة لزيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وإقامة آلية لترحيل المشتبه بهم والتدقيق في خلفيات المهاجرين من أصحاب الكفاءات.
وقالت الشرطة إن ضابطاً من وحدة مكافحة الارهاب في لندن في طريقه إلى أوستراليا لمساعدة مفتشين هناك على استجواب طبيب هندي احتُجز أول من أمس، فيما أعلنت الشرطة الأوسترالية إطلاق سراح الطبيب الثاني الذي استجوبته الشرطة بخصوص الاعتداءات الفاشلة في بريطانيا.
(يو بي آي، د ب أ، أ ف ب، رويترز، أ ب)