برز الفارق واضحاً أمس في أُسلوب التعاطي الدبلوماسي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونائب رئيس وزرائه سيرغي ايفانوف، تجاه قضية الدرع الصاروخية الأميركية المضادة للصواريخ، التي تنوي الولايات المتحدة نشرها في أوروبا؛فقد أعلن بوتين التزام موسكو وواشنطن «الحوار رغم الخلافات»، بينما هدّد إيفانوف بنصب صواريخ في جيب كالينينغراد الروسي عند الحدود مع بولندا، مشيراً الى «رد فعل مماثل» إذا رفضت الولايات المتحدة البديل الروسي لنظام الدفاع الأميركي المثير للجدل.
وقال الرئيس الروسي، العائد لتوّه من رحلة «ترفيهية» جمعته بنظيره الأميركي جورج بوش في ولاية ماين الأميركية على الأطلسي، إن روسيا والولايات المتحدة ملتزمتان استئناف الحوار على الرغم من الخلافات التي هيمنت على علاقاتهما في الفترة الأخيرة.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» أن بوتين وجّه إلى بوش برقية تهنئة لمناسبة اليوم الوطني الأميركي، الذي صادف أمس، قال فيها «نتطلع بثقة إلى المزيد من التعاون المشترك والمثمر. أنا متأكّد من أنه على الرغم من الخلافات التي لا يمكن تجنّبها في حوار منفتح وصريح، فإن الخط المؤدي إلى تنمية مشتركة للعلاقات الثنائية سيستمر».
في هذا الوقت، هدّد نائب رئيس الوزراء الروسي بنصب صواريخ في جيب كالينينغراد عند الحدود مع بولندا. وقال إيفانوف «إذا جرى تبنّي مقترحاتنا، فلن يكون هناك ضرورة بالنسبة إلى روسيا إلى نصب صواريخ جديدة في القسم الغربي من البلاد ولا سيما في منطقة كالينينغراد».
وكانت وكالة «انترفاكس»، قد نقلت عن إيفانوف قوله، خلال زيارة الى طشقند عاصمة اوزبكستان، «اذا لم تؤخذ اقتراحاتنا في الاعتبار فإننا سنتخذ الإجراءات المناسبة. سنجد رداً فعالاً ومماثلاً. إننا نعرف ماذا نفعل»، وذلك في إشارة الى ما اقترحه بوتين في الثامن من حزيران في شأن تقاسم محطة رادار تستخدمها روسيا في أذربيجان مع الولايات المتحدة بدلاً من نشرها درعاً مضادة للصواريخ في بولندا وجمهورية تشيكيا، التي تراها موسكو خطراً مباشراً على أمنها.
وخلال اجتماع مع نظيره الأميركي هذا الأسبو،ع عرض بوتين خطة موسعة للتعاون في الدفاع الصاروخي تتبادل بموجبها روسيا وحلف شمال الأطلسي المعلومات عن هجمات الصواريخ من جانب «دول مارقة».
وقال بوتين إن اقتراحه هذا سيلغي حاجة الولايات المتحدة الى المضيّ قُدماً في خطتها لنشر نظامها الدفاعي للصواريخ.
وأعلن بوش أنه سيدرس المقترحات الروسية ووصفها بأنها «مبتكرة للغاية»، لكنه تمسك بنشر نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ في شرق أوروبا.
(يو بي آي، ا ف ب، رويترز)