غزة ــ رائد لافي
قرر آلاف العالقين الفلسطينيين على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، أمس، تصعيد إضرابهم المفتوح عن الطعام، احتجاجاً على استمرار منعهم من دخول القطاع، في وقت دعا فيه رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية المقال إسماعيل هنية إلى «وقفة عربية موحدة من أجل فتح المعبر».
وأعلن العالقون في الجانب المصري أن إضرابهم عن الطعام، الذي بدأ قبل يومين، دخل مرحلته الثانية التي ستقتصر على تناول «الماء والملح». وقالوا، في بيان صحافي، إن هذه الخطوة تأتي احتجاجاً على تردّي أوضاعهم الإنسانية والنفسية، بعد أكثر من أربعة أسابيع على بقائهم على المعبر، من دون السماح لهم بالعودة إلى منازلهم وذويهم في القطاع.
ودعا هنية، في رسالة وجهها إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إلى وقفة عربية موحدة من أجل فتح معبر رفح، وتحويله إلى معبر فلسطيني مصري بشكل خالص من دون وجود رقابة أو وساطة دولية.
وعلّل هنية رفض الحكومة لمعبر كرم أبو سالم لكونه «يكرس سيطرة الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين وحصاره لشعبنا وينزع جزءاً مهماً من السيادة الفلسطينية ولو بحدودها الدنيا، ويعرض الآلاف من أبناء شعبنا لخطر الاعتقال أو المنع من السفر على أيدي قوات الاحتلال».
واتهمت «حماس»، على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، الرئيس محمود عباس بالطلب من جميع الجهات إبقاء المعبر مغلقاً في محاولة منه لتصفية الخلافات مع الحركة.
إلى ذلك، أعلنت بعثة المراقبين الأوروبيين العاملة في معبر رفح الحدودي، الذي يربط قطاع غزة بمصر، أنها قررت خفض عدد أفراد البعثة وإبقاءها في الوقت نفسه بحالة جهوزية للعودة إلى عملها إذا تقررت إعادة فتحه.
وبدأ وفد فلسطيني، يضم وزير الإعلام والعدل في حكومة الطوارئ رياض المالكي ووزير الصحة فتحي أبو مغلي، جولة في مدينة العريش شمال سيناء للبحث في إيجاد حل لمشكلة العالقين الفلسطينيين على معبر رفح. وقال المالكي إن إعادة فتح معبر رفح هي أفضل الاختيارات لحل المشكلة، لكن ذلك غير ممكن بسبب سيطرة «حماس» على المعبر. ودعا الفلسطينيين في غزة إلى «التحرك ضد حكومة حماس (المقالة) لطردها من المعابر».
وقال سفير فلسطين في القاهرة، منذر الدجاني، إن الوفد «سيسعى إلى توفير الاحتياجات الضرورية وإلى التعامل معها بكل مسؤولية والعمل على توفير كل ما يلزم من احتياجات من مواد غذائية وملبس ودواء وعلاج طبي وغيره ريثما يتم التوصل إلى اتفاق يتمكنون عبره من الدخول إلى القطاع ولمّ شملهم». واتهم «القوة التنفيذية»، التابعة لحركة «حماس»، بأنها تعرقل اتفاقاً مع إسرائيل لتسهيل مهمة دخول كل العالقين عبر معبر كرم أبو سالم كحالة استثنائية وحيدة.