strong>إذا كان يوم 7/7/2007 فألاً حسناً عند البعض، فإنّ هذا التاريخ الذي صادف يوم السبت الماضي كان جحيماً حقيقياً في العراق، حيث سقط ما يزيد على 156 قتيلاً في مجزرة واحدة، فيما قُتل نحو مئة شخص في تفجيرات متنقّلة في كل أنحاء البلاد خلال اليومين الماضيين. أمّا بالنسبة إلى الاحتلال، فلم يكن يوما السبت والأحد أفضل حالاً، حيث سقط للجيشين الأميركي والبريطاني نحو 15 جندياً
عاش العراق نهاية أسبوع دامية، سقط خلالها ما يزيد على 250 قتيلاً، كل ذنبهم أنهم تواجدوا في المكان والزمان غير المناسبين؛ فأوّل من أمس، أدى تفجير شاحنة يقودها انتحاري في مدينة أمرلي، ذات الغالبية من التركمان الشيعة، في محافظة طوز خرماتو (شمال العراق)، إلى سقوط 156 قتيلاً، بينهم 20 طفلاً و30 امرأة، و255 جريحاً تتراوح إصاباتهم بين الخطيرة والمتوسّطة والطفيفة، ما يهدّد بزيادة حصيلة القتلى.
واستهدف الانفجار الانتحاري سوقاً شعبياً في الساعة التاسعة صباحاً، وهو توقيت مثالي من حيث الازدحام لإيقاع العدد الأكبر من القتلى. وبعد يومين من التفجير، الذي اعتبرته بعض وكالات الأنباء الأكبر من جهة التفجيرات الفردية منذ احتلال العراق عام 2003، لا تزال أعمال التنقيب جارية عما يقارب 30 جثة مدفونة تحت الركام، علماً بأنّ الانفجار سبّب حفرة عمقها 4 أمتار، ودمّر 50 منزلاً مشيّداً من طين، و50 محلاً تجارياً. ولا تزال رائحة الدم المحروق منتشرة في محيط ساحة الانفجار، على وقع مجالس العزاء التي عمّت القرية.
وأكّد مدير شرطة أمرلي، المقدم خلف البياتي، أن مركز شرطة البلدة «تلقّى الأسبوع الماضي تهديداً من القاعدة بسبب مواقف سكانها المؤيدة لتطهير ديالى من مقاتلي القاعدة».
وما كان من قائد القوات الأميركية في العراق، ديفيد بيترايوس، بعد التفجير الرهيب، إلا أن بشّر العراقيين والعالم بأنّ تنظيم «القاعدة» يخطّط لمجموعة من التفجيرات «الكبيرة جداً» الشبيهة بتفجير أمرلي، قبل موعد تقديم تقريره إلى مجلس الشيوخ الأميركي عن الأوضاع الأمنية في العراق منتصف أيلول المقبل.
وردّ بيترايوس سبب استمرار العمليات «الإرهابية» في شتّى المناطق، إلى عدم تمكّن القوات الأميركية البالغ عددها نحو 150 ألفاً من ضبط الوضع الأمني، إلى جانب القوات العراقية التي ينقصها التدريب والتسليح اللازم.
وانتظرت الحكومة العراقية حتّى يوم أمس لكي تصدر بياناً تدين فيه العملية، حيث كانت مشغولة يوم السبت بشنّ الحرب الكلامية الأعنف على التيار الصدري، وبتنظيم حفل زفاف جماعي لـ185 زوجاً وزوجة في قاعة، شدّدت عليها الحراسة في فندق بابل وسط العاصمة.
وفي العمليات العنفية الأخرى، خسر الجيش العراقي 24 من المتطوّعين في صفوفه، أمس، قرب الحصوة جنوبي بغداد، عندما استهدفت شاحنة مفخخة يقودها انتحاري موكبهم.
وكان اليومان الماضيان دمويين بحق قوات الاحتلال أيضاً، إذ أعلن الجيش الأميركي مقتل 12 من عناصره في العاصمة ومحافظة صلاح الدين، بينما سقط 3 جنود بريطانيين في البصرة.
وفي محافظة ديالى، حيث دخلت العملية الأميركية ـــــ العراقية «السهم الخارق» أسبوعها الرابع، أفادت مصادر أمنية أن مواجهات تدور منذ يوم السبت قرب بعقوبة، بين فصائل سنية مسلّحة وأنصار «دولة العراق الإسلامية».
وتوسّعت المعارك بين جيش المهدي والقوات الأميركية والعراقية لتطال مدينة الديوانية في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة منذ 5 أيام في محافظة السماوة.
وعلى صعيد الحرب السياسية بين أطراف التركيبة العراقية المعقّدة، تتفاعل الأزمة الكبيرة التي فجّرها رئيس الحكومة نوري المالكي يوم السبت مع التيار الصدري، فتظاهر الآلاف من أنصار التيار، أمس، جنوبي غربي بغداد احتجاجاً على اعتقال القوات الأميركية مدير مكتب الشهيد الصدر في حي العامل، فيما نفت مصادر عسكرية حكومية أن يكون في نية الحكومة فرض حظر التجول على بغداد على خلفية هذه التظاهرات الحاشدة.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
رويترز، د ب أ، يو بي آي)