في ظل احتدام المواجهات بين القوات الباكستانية وطلبة المسجد الأحمر في إسلام آباد، وسيطرة قيادة جديدة عليه، تزايد احتمال شن هجوم من قبل القوات الحكومية، بعدما خيّر الرئيس الباكستاني برويز مشرف المتحصنين داخل المسجد بين «الاستسلام أو القتل». وقال نائب وزير الإعلام الباكستاني طارق عزيم إن الحكومة «قد تضطر إلى إعادة النظر في استراتيجيتها». وأشار إلى أن «المقاومة التي يبديها الناشطون تبيّن تلقيهم لتدريبات جيدة»، مضيفاً أن «العملية تحوّلت إلى احتجاز رهائن» .
وكان الرئيس الباكستاني قد قال، أول من أمس، إن السلطات تتوخى أكبر قدر من ضبط النفس لإنقاذ أرواح الرهائن، إلا أنه أضاف إن أمام الإسلاميين المتحصنين داخل المسجد خياراً من اثنين «إما الاستسلام أو القتل».
ودرس مشرّف الوضع المأزوم، أمس، مع رئيس الوزراء شوكت عزيز. وقال مسؤول باكستاني رفيع المستوى، لوكالة «فرانس برس»، «لقد بحثا سبل تسوية الأزمة سريعاً ومنها إمكان شن هجوم».
وذكر وزير الأوقاف محمد حجاز الحق أن «ناشطين في مجموعة متطرفة مرتبطة بالقاعدة سيطروا فعلاً على المسجد»، مبدياً خشيته من قتل النساء والأطفال في الداخل. وأشار إلى أن «عدد المتحصنين بين 200 و500».
إلى ذلك، قال مصدر من المسجد الأحمر إن رجال «حركة الجهاد الإسلامي» المرتبطة بـ«القاعدة» باتت تسيطر على المسجد، بقيادة اثنين من المجموعة قاما بعزل زعيم المتحصنين عبد الرشيد غازي، ويصدران الأوامر إلى الطلاب.
وقال المصدر إن قائد حركة «الجهاد الإسلامي» يسمى أبا ذر، مضيفاً أنه «يوجد توتر كبير بين القيادات داخل المسجد حول طريقة التعامل مع قوى الأمن». وأشار إلى أن «12 طالبة بدأن إضراباً عن الطعام للمطالبة بالخروج، بينما قتل عدد من الطالبات بعدما أطلق المتطرفون النار باتجاه 3 منهن حاولن الفرار».
وأبو ذر شريك سابق لزعيم حركة «الجهاد»، أمجد فاروقي، المتهم بأنه أدخل القيادي في «القاعدة» خالد الشيخ محمد إلى المكان الذي تم فيه قطع رأس الصحافي الأميركي دانيال بيرل في كراتشي.
وكان عبد الرشيد غازي نفى أن «يكون قد تمّ منع أي شخص من مغادرة» المسجد. وذكر أن معه 2000 من أتباعه. وقال إن «أكثر من 300 طالب قتلوا جراء قصف القوات الحكومية»، مضيفاً أنه «تمّ دفنهم في فناء المسجد».
وقال غازي، في وصيته التي نشرتها، أمس، صحيفة «غانج»، «إننا متمسكون بطلبنا بتطبيق النظام الإسلامي»، معتبراً أن دماء الطلبة سوف «تشعل الثورة الإسلامية» في البلاد.
وفي مسلسل الهجمات المتلازمة لأحداث المسجد الأحمر، وقع هجومان في إقليم باجور على الحدود مع أفغانستان حيث تواجد «حركة نفاذ الشريعة المحمدية»، التي كانت قد توعّدت في بداية الاشتباكات التي تشهدها العاصمة بشن هجمات انتحارية ضد القوات الحكومية، ما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة 7 وخطف أربعة آخرين.
(رويترز، أ ف ب، د ب ا، أ ب)