غزة ــ الأخبار
أكّد مسؤولون فلسطينيون أمس، رغم نفي حركة «حماس»، وجود علاقة بين تنظيم «القاعدة» و«جيش الإسلام»، الذي توعد زعيمه ممتاز دغمش ناشري «التشيع في غزة».
وكشف المسؤولون، الذين توسطوا في قضية الصحافي الإسكتلندي المفرج عنه ألان جونستون، لـ«الأخبار»، أن «جيش الإسلام» يتلقى بعض التعليمات من قادة في تنظيم «القاعدة» في السعودية واليمن والسودان، وأن اتصالات رسمية تجري بين الجانبين منذ نحو أربعة أشهر، أي عقب اختطاف الجماعة لجونستون الذي أطلق سراحه قبل أيام.
وأشار المسؤولون إلى أن العلاقة بين التنظيمين آخذة بالزيادة في ظل الأفكار الغريبة، التي يحملها الكثير من عناصر «جيش الإسلام»، الذين لا يزيدون على 500 ناشط بزعامة ممتاز دغمش، ويتجمعون في مدينة غزة ومدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع.
وأعرب المسؤولون عن خشيتهم من زيادة الأفكار المتطرفة التي يحملها رجال دغمش وتوسيع علاقاتهم مع التنظيمات الفلسطينية الأخرى وتجنيدها، في إطار سعي الجماعة إلى زيادة عددها في ظل وجود كميات كبيرة من الأسلحة بحوزتها.
لكن المسؤولين عبّروا عن خشيتهم من أن يكون «الموساد» الإسرائيلي على علاقة بهذه الاتصالات بين تنظيم «القاعدة» و«جيش الإسلام»، مشيرين إلى أن المصلحة الإسرائيلية تقتضي «تصوير قطاع غزة على أنه خلية إرهابية نائمة، ما سيسهل على إسرائيل ضربه من دون أن يتدخل العالم لوقف أي عدوان عليه».
وفي تأكيد لعلاقة «جيش الإسلام» بتنظيم «القاعدة»، منح زعيمه ممتاز دغمش مقابلة نادرة للجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية، التي تعد الذراع الإعلامية لـ«القاعدة».
وأشار دغمش، في المقابلة، إلى أن مسألة إنشاء «جيش الإسلام» جاءت لغياب ما سماه «الراية الصحيحة» ليقاتل تحتها «المؤمنون الموحدون». وعن علاقة الجماعة بحركة «حماس»، قال دغمش: «عندما كنا نتوسم فيهم الخير، نسّـقنا معهم في جوانب متعددة. وبعد انحرافهم عن منهاج الله، اقتصر التنسيق على الجانب العسكري البحت. وعندما أوغلوا في البعد والانحراف، لم يعد بيننا وبينهم أي تنسيق يذكر».
وفي ما يتعلق بالشبهات حول عدم إجادته القراءة والكتابة، وبالتالي كيف يكون قائداً؟ أجاب دغمش (32 عاماً) بأن «القراءة والكتابة ليست معياراً للتصنيف، فكم من حامل شهادة ما زاد الأمة إلا عبئاً، وكم من حافظ قرآن لم يزد في الحفّاظ إلا عدداً».
وتوعّد دغمش من سماهم «ناشري التشيع في فلسطين»، وقال: «نحن لهم بالمرصاد بإذن الله، وكل من يثبت تورطه في هذه الأعمال سيقع في قبضتنا، ونقول لكل من تصله رسالتنا هذه ويملك دليلاً على تورط شخص في نشر التشيع بين الناس أو حتى وقوعه في معتقدات الروافض الشركية، فليكشف أمرهم لنا».