strong>التيار الصدري يجدّد الهجوم على المالكي... و«الائتلاف» يلمّح إلى استبداله بالجعفري
تتوزّع اهتمامات وهموم العراقيين من ساسة ومواطنين على جبهات عديدة، تبدأ من التطوّرات الميدانية التي لا يزال الموت اليومي عنواناً لها، ولا تنتهي في الحروب السياسية والكلام على تغيير حكومي مرتقَب.
ولأنّ العراقيين يدركون أنّ قضيتهم دُوّلت، وأنّ لا حلول ناجعة لمشاكلهم من دون موافقة ورضى القوى الإقليمية والعالمية، فإنّ أنظار هؤلاء باتت مسلّطة على متابعة ما يجري في الولايات المتحدة في شأن الضغوط المتزايدة على الإدارة للتعجيل بالانسحاب من العراق، من جهة، وعلى تصريحات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد عن عدم ممانعته مواصلة الحوار مع الأميركيين في ما يخصّ العراق من جهة ثانية.
لم تنتهِ الحرب الكلامية بين رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي والتيار الصدري على إيقاع تهم تخوينية متبادلة، تابعها الصدريون أمس، عندما ردّ النائب عن «التيار» ناصر الساعدي تهمة إيواء «الإرهابيين والقتلة والبعثيين وأولئك الذين قاموا بسرقة أموال الشعب العراقي»، إلى حكومة المالكي، معلناً أن كتلته «بصدد إعداد قوائم عن هؤلاء لتعلنها قريباً». ونفت قيادة التيار الصدري وطهران الأنباء التي روّجها الأميركيون عن مغادرة السيد مقتدى الصدر الى إيران «لتفادي حملة أمنية كبيرة في بغداد».
وبالتوازي مع حملة التيار الصدري على المالكي، بدا أن تململاً من رئيس الوزراء بدأ بالظهور داخل «الائتلاف العراقي الموحّد»، الذي يضمّ حزب «الدعوة». فذكر النائب عبد الكريم العنزي أن هناك خيارات عديدة للإصلاح السياسي، «بينها استبدال المالكي بالجعفري، وإن كان هذا الخيار لم يناقش حتى الآن بصورة رسمية».
على صعيد آخر، ارتفعت أصوات العديد من المسؤولين العراقيين محذّرة من مغبّة وتداعيات انسحاب مبكر للقوات الأميركية من العراق، بعدما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية خلال اليومين الماضيين، تقارير أكّدت أن هناك جدلاً متزايداً داخل البيت الأبيض بشأن سحب تدريجي للقوات.
وقالت الصحيفة إن مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي ومستشار الرئيس جورج بوش، كارل روف، قلقان من فقدان المزيد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ لاستراتيجية الرئيس في العراق هذا الأسبوع، معتبرين أنّ الأمور «آخذة في الانهيار حولهم»، وخصوصاً مع عجز الحكومة العراقية عن البت بأي قانون من رزمة قوانين ترى واشنطن أنها تعزّز المصالحة الوطنية والحد من العنف.
وفور صدور التقارير الصحافية، حذّر مسؤولون عراقيون من فراغ أمني إذا انسحبت القوات الأميركية البالغ قوامها 157 ألفاً قبل الأوان في ظل انعدام جهوزية قوات الأمن العراقية.
وقال كبير مستشاري المالكي، صادق الركابي، «نعتقد أن بقاء القوات الأميركية ضروري للحيلولة دون تصاعد العنف أو انزلاق البلاد إلى حرب أهلية».
من جانبه، أشار رئيس «المؤتمر العام لأهل العراق» عدنان الدليمي، إلى أن من يسعون للانسحاب لا يدركون مدى هشاشة الوضع في البلاد، مؤكّداً أن أي انسحاب للقوات الأميركية سواء كان جزئياً أو كلياً سيؤدي لفوضى كبرى.
أمّا أبرز ردات الفعل فأتت من وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، حين وصف الضغوط التي تتعرّض لها حكومته من الولايات المتحدة بقصد إجراء اصلاحات سياسية وأمنية سريعة بـ«الضخمة». ووصف الضغوط التي تتعرض لها إدارة بوش من جانب الكونغرس في ما يتعلّق بسحب القوات الأميركية من العراق بـ«الرهيبة».
وحذّر زيباري من جدولة انسحاب القوات الأميركية من العراق أو المسارعة في سحبها «لأن ذلك ستكون له آثار خطيرة على العراق». ودعاها إلى مواصلة تدريب القوات العراقية ومساندتها، بدلاً من التفكير في الانسحاب.
ميدانياً، كان بارزاً إعطاء «أمير دولة العراق الإسلامية»، أبو عمر البغدادي» في تسجيل صوتي بث أمس على الإنترنت، «الفرس» (إيران) مهلة شهرين للتوقف عن دعم الشيعة في العراق وتوعّدهم «بحرب ضروس» في بلادهم ودول المنطقة.
وأعلنت الشرطة العراقية عن العثور على 30 جثّة في مناطق متفرقة من بغداد، إضافةً إلى مقتل نحو 15 شرطياً وجندياً في مدينة بلد والأعظمية، فضلاً عن وفاة ما يقارب 15 مدنياً في أعمال عنف متنقّلة.
وبعد يومين من مجزرة أمرلي، طالبت قوى حزبية ودينية تركمانية عراقية في كركوك الحكومة والقوات الأميركية بتسليحها في مناطق انتشارها نظراً «للاستهداف المباشر والواضح» لتجمّعاتها السكانية، بسبب ما سمّته التقصير الحكومي في حماية أقليتها التي ليس لديها ميليشيات على غرار الطوائف والأعراق العراقية الأخرى.
(الأخبار، أ ف ب، أ ب،
رويترز، دب أ، يو بي أي)