باريس ــ بسّام الطيّارةالجزائر ــ الأخبار
القاهرة ــ الأخبار

يتوجّه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى المغرب العربي اليوم، في رحلة هي الأولى له خارج الاتحاد الأوروبي منذ انتخابه رئيساً للبلاد في أيّار الماضي، وتشمل الجزائر حيث سيلتقي نظيره عبد العزيز بوتفليقة ويتناول الغداء معه قبل انتقاله إلى تونس للقاء الرئيس زين الدين بن علي الذي سيستبقيه على العشاء.
وكان قصر الإليزيه قد أعلن فجأة إلغاء تعريج ساركوزي على المملكة المغربيّة، مبرّرا ذلك بأسباب تتعلق بجدول أعمال الملك محمّد السادس، فيما تحدّثت مصادر عن رغبة الرباط بأن تكون «الزيارة رسمية خاصة» لا «لساعات معدودة» من ضمن جولة تشمل دولاً أخرى.
وفيما تحدّثت مصادر أخرى عن «خلاف بسيط» بين باريس والرباط يتعلّق بالصحراء الغربية وبمواقف فرنسا التي هي أقرب إلى مواقف الجزائر، أكّد مصدر مطّلع لـ «الأخبار» أنّ الإلغاء تمّ لأسباب أمنية لا علاقة لها بالسياسة، حيث برزت في الساعات الـ 24 الأخيرة حالة التأهّب العالية لمواجهة «تهديد إرهابي واضح» في المغرب.
وعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية أن التهديد جاء عقب اعترافات 4 إرهابيين قبض عليهم في برشلونة الأسبوع الماضي، وهم من أصول مغربية، وأن سلسلة من الاجتماعات عقدت بين مسؤولين أمنيين مغاربة وغربيين لدراسة التهديدات الأمنية الجديدة، التي ألقت الضوء على ضخامتها زيارتا وزير الشؤون الداخلية الألماني روبرت مولر ومساعد الرئيس الأميركي للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب فرانسيس تاونسند للرباط في الفترة الأخيرة.
وذكرت صحيفة «الأحداث» المغربيّة أنّ الاتحاد الأوروبي حذّر الرباط من أن احتمال وقوع هجمات «إرهابية» في البلد الواقع في شمال أفريقيا بات «شبه مؤكّد»، مشيرةً إلى أنّ القضية كانت أيضاً محور مناقشات بين وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني ونظيرها المغربي محمّد بن عيسى ومديري المخابرات في باريس الأسبوع الماضي.
ويأتي هذا التطوّر في وقت يتصاعد فيه الحديث عن احتمال إقرار المغرب والولايات المتحدة مسألة إقامة قاعدة عسكرية أميركية في المغرب. وهي مسألة تتساجل حولها أحزاب المعارضة التي ترفض تحويل بلادها إلى ساحة قتال بين الولايات المتحدة والمنظمات الإرهابية العالمية المعادية لها وللحكومة.
ورغم نفي وزارة الخارجية المغربيّة أي مشروع من هذا القبيل، إلّا أن مصادر عديدة أكّدت هذا الخبر، موضحةً أنّ القاعدة المحتمل قيامها ستغطي أفريقيا تحت اسم «أفريكوم»، وأنّه من المتوقّع بدء بنائها في نهاية العام الجاري، على أن تبدأ عملها في منتصف العام المقبل.
وفي السياق، استبق الزعيم الليبي معمّر القذافى زيارة ساركوزي بإيفاد وزير خارجيته عبد الرحمن شلقم سريعاً إلى كل من تونس والجزائر لتحذيرهما، وفقاً لمصادر عربيّة مطّلعة تحدّثت لـ «الأخبار»، من مغبة الموافقة على مشروع فرنسي لإقامة اتّحاد متوسطي.
ورأت المصادر نفسها أنّ طرابلس تعتقد أنّه من الخطأ الترويج لهذا المشروع من دون الاستماع أولاً إلى ملاحظات دول شمال أفريقيا عليه، مشيرة إلى قلق القذّافي من مساعي ساركوزي لفرض هيمنة على دول اتحاد المغرب العربي تحت عنوان التعاون المتوسطي،
من جانبها، تتأهّب العاصمة الجزائريّة لاستقبال ساركوزي، الذي سيرافقه وزير خارجيّته برنار كوشنير. وبحسب مصادر رسمية، فإن لقاءه مع بوتفليقة سيتناول محاور عديدة أهمّها تموين فرنسا بالغاز الجزائري، إذ تشير المعطيات إلى أن الجهاز الاقتصادي الفرنسي يواجه منافسة آسيوية وأوروبية شديدة وهو بحاجة إلى الانعتاق من التبعية للجارتين إسبانيا وإيطاليا في هذا المجال.
ولم تتوقّع المصادر المذكورة إمكان توقيع اتفاق الصداقة بين البلدين الذي طالما أسال الكثير من الحبر ولا يزال معرقَلاً بسبب إصرار البلدين على مواقفهما بشأن ارتكابات فرنسا في حق الجزائريين خلال حقبتها
الاستعمارية.