strong>في يومها السابع، بدأت أزمة «المسجد الأحمر» تميل نحو العمل السياسي والتفاوض، بعد تأليف وفد لإجراء محادثات، في وقت توعّد فيه تنظيم «القاعدة» الرئيس الباكستاني بيرويز مشرف بـ «الثأر» أثار توجيه قوات الأمن الباكستانية إنذاراً إلى المتحصنين في المسجد الأحمر للاستسلام، مستخدمة طائرة مراقبة مهداة من الولايات المتحدة إلى باكستان، مخاوف من شن عملية واسعة النطاق على المسجد، الأمر الذي دفع مؤسسة «وقف المدارس» و«هيئة علماء الدين» إلى مناشدة الحكومة التحلي بالمرونة، والتحذير من احتمال أن يؤدي الحصار إلى اندلاع حرب أهلية، وهو ما استجاب له الرئيس الباكستاني برويز مشرّف بتأليف وفد تفاوضي برئاسة رئيس الحكومة السابق رئيس الرابطة الاسلامية الباكستانية تشودري شجاعة حسين.
ورجح مشرف تورط عناصر من «جيش محمد»، وهو جماعة أصولية متورطة في القتال في إقليم كشمير ومرتبطة بـ «القاعدة»، في اشتباكات «مسجد لال».
أما حسين فقال من جهته «لقد أتينا من أجل حل الأزمة»، معبراً عن أمله السماح للنساء والأطفال بالخروج.
وأوضح متحدث باسم الاسلاميين، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، أنهم نقلوا الى السلطات 7 أسماء لمسؤولين دينيين في إمكان الملّا عبد الرشيد غازي التباحث معهم.
وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز، للصحافيين، أن الوفد يحاول اقناع غازي بالاستسلام والعمل على الافراج عن الرهائن، فيما قال وزير الداخلية أفطب خان شيرباو، إن «التفاوض يجري عبر مكبّرات الصوت بسبب خطورة الدخول الى المسجد».
ومن المقترحات المقدمة، احتجاز غازي في إحدى الاستراحات التابعة للدولة مع توفير الحماية له بدلاً من السجن في مقابل استسلامه. ووافق غازي على التواصل مع الوسطاء، لكنه رفض الخروج من المسجد خشية أن يلقى حتفه بالرصاص على أيدي قناص أو اعتقاله.
في الوقت نفسه، رفض حسين ووزير الأوقاف الدينية إعجاز الحق عقد اجتماعات داخل المسجد خوفاً من احتمال أخذهما رهائن أيضاً.
وأعلنت مصادر أمنية أن بين المفاوضين المعلم السابق لغازي، طاقي عثماني. ولم تنجح محاولات سابقة للوساطة شارك فيها عثماني من أجل التواصل مع غازي لإنهاء الأزمة سلمياً.
كذلك أفاد مصدر عسكري بأنه تبين من خلال تسجيلات الاتصالات من داخل المسجد، أن المتحصنين داخله على علاقة بحركة «الجهاد الاسلامي» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، فيما قال الناطق باسم الحكومة طارق عظيم، إن «استخدامهم السلاح بطريقة محترفة تبين أنهم ليسوا مجرد طلبة بعمر 14 أو 15 عاماً».
في هذه الأثناء، عقدت المحكمة العليا جلسة استماع لتقرر ما إذا كانت ستصدر تعليمات للحكومة بخصوص الإجراءات الأمنية لتجنب وقوع مجزرة إذا اقتحمت القوات المسجد مثلما هدّد مشرف، معتبرة أن العملية التي قامت بها الحكومة انتهكت الدستور. كذلك عيّن القائم بأعمال رئيس المحكمة العليا رانا باجوانداس، لجنة تضم قاضيين للتحقيق في هجوم القوات الأمنية على المسجد وعواقبه.
وفي السياق نفسه، احتشد أكثر من 20 ألف معارض، بقيادة الملّا فقير محمد، المتهم من السلطات بارتباطه بالرجل الثاني في «القاعدة» أيمن الظواهري، في شمال غربي باجور هاتفين «الموت لمشرف» و«الموت لأميركا».
وقال محمد، وسط مئات من المقنّعين المسلحين، إنّ «كل سياسات مشرف معادية لللإسلام والبلد، وهو ما يجعله عدونا، لن نوفره وسنثأر منه»، مضيفاً «لقد استشهد طلبة أبرياء، ودمّرت المساجد إرضاء لأميركا».
وفي حلقة أمس من الهجمات في باكستان، المرتبطة بشكل غير مباشر بما يحدث في المسجد الأحمر، أدى إطلاق نار من جانب مسلحين مجهولين الى قتل 3 عمال صينيين وإصابة آخر. وقال مسؤول محلي إن العمال الاربعة وقعوا في كمين أثناء خروجهم من مصنعهم على مشارف مدينة بيشاور في شمال غرب البلاد. ورأى قائد الشرطة في بيشاور عبد المجيد مروة، أن «الحادث مرتبط بمسجد لال».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)