strong>القــــاهــــرة تستبعــــد حــــواراً فلسطينيــــاً وتــــدعــــو مشعــــل إلى زيــــارتهــــا
اتّهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس حركة «حماس» بإدخال تنظيم «القاعدة» إلى الأراضي الفلسطينية، في ما يمكن استخدامه كمبرر إسرائيلي ودولي لضربها، ولا سيما أنه أرفق التهمة بتجديد الدعوة إلى نشر قوات دولية في قطاع غزة، فيما بدا أن أبواب الحوار لا تزال مغلقة، رغم الأنباء التي تحدثت عن زيارة مرتقبة لوفد من «حماس» إلى القاهرة.
وخلال مؤتمر صحافي في ختام لقائه مع رئيس الحكومة الإيطالي رومانو برودي في رام الله في الضفّة الغربيّة، قال أبو مازن «أكّدنا ضرورة نشر قوة دولية في قطاع غزة لضمان نقل المساعدات الإنسانية والسماح للمواطنين بالدخول والخروج بحرية»، مذكرّاً بآلاف الفلسطينيّين المحتجزين منذ قرابة شهر عند معبر رفح على الحدود بين مصر وغزة.
وجدّد الرئيس الفلسطيني التأكيد على «ضرورة تراجع الانقلابيين (عناصر حماس) عن جميع إجراءاتهم التي استباحت الشرعية، والاعتذار للشعب عمّا ارتُكب من فظاعات» قبل البدء بأيّ حوار رغم جهود «بعض الجهات لإيجاد حلول».
أمّا برودي، الذي رأى أنّ تقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني «لا يكفي»، فقد أعرب من جانبه عن دعمه لعباس ولحكومة «الطوارئ» برئاسة سلام فياض، إلّا أنّه أوضح أنّ نشر قوّة دوليّة في غزّة يستوجب موافقة جميع الأطراف المعنية وأنّ المسألة «لم تُبحث بعد بشكل مفصّل».
وكان عباس قد اتهم «حماس»، في مقابلة مع تلفزيون «راي» الإيطالي، بحماية «تنظيم القاعدة»، معتبراًَ ذلك دليلاً على أن قطاع غزة «في خطر وفي حاجة إلى المساعدة».
ونفت «حماس» التهمة. وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري إنّ أبو مازن يحاول «تضليل» المجتمع الدولي بهدف الدفع نحو إرسال قوات دولية إلى القطاع.
وجدّدت الحركة، عبر المتحدث باسم كتلتها البرلمانية صلاح البردويل، رفض القوات الدولية. وقال البردويل «نرفض دخول قوات دولية لأنّ وجودها سيُعدّ احتلالاً»، متهماً عباس بأنّه «يستقوي بالأجنبي ضد حماس».
من جهته، قال رئيس حكومة الوحدة المقال إسماعيل هنية، خلال لقائه عدداً من أساتذة الجامعات الفلسطينية في غزة، إنّ الرهان على إسرائيل والإدارة الأميركية «خاسر ومضيعة للوقت»، مشدّداً على ضرورة أن يكون الحوار بين «فتح» و«حماس» من دون أي شروط مسبّقة و«عليه معالجة جوهر الأزمة، وألّا يكون مع الشخصيات المتورّطة في (حالة) الفلتان (الأمني)».
وفي القاهرة، قالت مصادر مصرية وفلسطينية، لـ«الأخبار»، إنّ رئيس جهاز المخابرات المصرية، «عرّاب الحوار الفلسطيني» اللواء عمر سليمان الذي التقى مساء أوّل من أمس مع وفد «فتح» في القاهرة، وجّه دعوة إلى رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل لإرسال وفد مماثل عن حركته لإجراء محادثات.
ولم تحدّد المصادر مستوى تمثيل الوفد «الحمساوي» وما إذا كان سيضمّ مشعل نفسه أم لا، إلّا أنّها أشارت إلى أنّ الرجل الثاني في «حماس» موسى أبو مرزوق قد يترأّس بنفسه الوفد، إضافةً إلى مسؤول «حماس» فى سوريا محمد نزّال.
وأشارت مصادر لوكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصريّة إلى أنّ الأجواء لا تزال «غير مناسبة» لإطلاق حوار بين «فتح» و«حماس».
وفي السياق، أطلقت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و«المبادرة الوطنية الفلسطينية» مبادرة «الخلاص الوطني» للخروج من الأزمة الداخلية الراهنة وذلك عبر «تشكيل قوّة ضغط ثالثة»، وسيتم تسليمها لأبو مازن وقيادة «حماس» في دمشق إلى جانب الجامعة العربية والقوى الفلسطينية اليوم.
وركّز الطرح، الذي أعلنه وزير الإعلام السابق، الأمين العام لـ «المبادرة» مصطفى البرغوثي، وعضو المكتب السياسي لـ«الجبهة» خالدة جرار، في مؤتمر صحافي في رام الله، على 5 بنود أهمّها «تأليف حكومة انتقالية مؤقتة» و«التراجع عن الأوضاع التي اتخذت بواسطة الحسم العسكري في الضفة الغربية وقطاع غزة».
إلى ذلك، يبدو أنّ أزمة معبر رفح ستخرج عن إطار الاحتجاج السلمي إلى التدخّل بالقوّة لإنهاء معاناة العالقين على الجانب المصري، وذلك مع تهديد «ألوية الناصر صلاح الدين» (التابع للجان المقاومة الشعبية) و«المجلس العسكري الأعلى» (التابع لحركة «فتح الياسر») و«كتائب الشهيد أحمد أبو الريش» بإنهاء الأزمة بطريقتها الخاصة، إذ رأت في بيان مشترك أصدرته أنّ نداءها هذا هو الأخير وأكّدت أنّ «صمتنا لن يطول».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ، الأخبار)