يبدو أنّ الرقم 15 سيتحوّل إلى كابوس للرئيس الأميركي جورج بوش وإدارته في ما يتعلّق بالإخفاقات العراقية. وبات البيت الأبيض رهينة انتظار «قطوع» التقريرين اللذين سيقدّمهما قائد القوات الأميركية في العراق ديفيد بيترايوس، والسفير الأميركي في بغداد ريان كروكر، إلى مجلس الشيوخ في 15 تموز الجاري، و15 أيلول المقبل، بحيث يُتوقَّع أن يسرّعا في قرار جدولة الانسحاب العسكري من بلاد الرافدين.وكرّر كروكر، لصحيفة «نيويورك تايمز» أمس، ما سبق وحذّر منه المسؤولين العراقيين في حال حصول انسحاب مبكر للقوات الأميركية، من زيادة حادّة في العنف إلى حد «لا يمكن أحداً ضبطه». واستند في تحذيره إلى ما لاحظه منذ تولّيه منصبه قبل نحو أربعة أشهر، إضافة إلى خبرته العراقية منذ 25 عاماً، وخصوصاً إلى ما سمّاه «دروساً مستفادة من عملي في بيروت في أوائل الثمانينات، حيث غرقت البلاد في الحرب الأهلية بشكل يفوق التصوّر»، متوقّعاً تكرار ذلك في العراق، «مع توقّعه انهياراً كاملاً لقوات الأمن العراقية البالغ قوامها 350 ألفاً تحت وطأة الضغوط الطائفية وتفكّكها إلى ميليشيات».
ورغم مسارعة المسؤولين المحيطين ببوش إلى نفي وجود نية لجدولة الانسحاب تحت تهديدات الكونغرس بوقف التمويل عن القوات المحتلّة، ظهرت معطيات جديدة تؤكّد أنّ المصاعب العراقية في ازدياد مطّرد. أوّل هذه المعطيات استطلاع للرأي نشرته صحيفة «يو اس ايه توداي» الأميركية أمس، يشير إلى أن معارضة الأميركيين للحرب العراقية بلغت معدلاً قياسياً غير مسبوق، وهو 62 في المئة، فيما تراجعت شعبية بوش إلى 29 في المئة. ثانيها، قول زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد إن «استراتيجية العراق لم تنجح، وإن وقت التغيير حان، بما أنه لم يعد بإمكان الكونغرس الانتظار حتى أيلول المقبل لفعل ذلك». وثالث هذه المعطيات اعتراف المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو بأن نقل الصلاحيات الأمنية في المحافظات العراقية إلى الجيش العراقي لن يتم قبل شهر تشرين الثاني المقبل، خلافاً لما كان قد أعلنه سابقاً الرئيس بوش، مع إبقاء سنو هامشاً للتشكيك في الموعد التشريني، طالباً انتظار تقرير أيلول بدل تموز للتأكّد من ذلك.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)