strong>دخل الملف النووي الإيراني مرحلة جديدة من التجاذب السياسي. بيد أن هذا التجاذب ليس بين الدول الكبرى، بل على المستوى الداخلي، حيث تتعرّض سياسة الرئيس محمود أحمدي نجاد لانتقادات من التيار الإصلاحي في وقت عززت فيه الولايات المتحدة أسطولها في الخليج بحاملة طائرات جديدة
في موقف يعدّ نادراً، لجهة نقد السياسة النووية البالغة الحساسية في إيران، رأى أحد الأحزاب الإصلاحية الكبرى الإيرانية أمس أن المحافظين يخشون على مستقبلهم في السلطة بسبب إدارة حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد للملف النووي وسياستها الاقتصادية، في خطوة تزامنت مع إعلان التقاط صور بالأقمار الاصطناعية تُظهر أن طهران تبني مجمعاً جديداً للأنفاق في جبل قريب من محطة نووية «لحماية أجزاء من تخصيب اليورانيوم»، ومع انضمام حاملة طائرات أميركية ثالثة الى الأسطول الخامس في مياه الخليج.
وقال المتحدث باسم منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية، محسن أرمين، إن «الوضع الحالي يتضمن مؤشرات خطيرة جداً عن سياسات ومقاربات خاطئة». ورأى الحزب الإصلاحي الثاني بعد جبهة المشاركة أن «هذا الوضع يثير لدى الطرف الحاكم قلقاً كبيراً حيال مستقبله».
وانتقد أرمين بصورة خاصة إدارة السلطة للملف النووي، معتبراً أنها أدت الى «تدهور اقتصادي وتراجع هائل في الاستثمارات الأجنبية وعقوبات» فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران.
في هذا الوقت، قال محلّلون نوويون إن معهد العلوم والأمن الدولي، الذي يرأسه المفتش السابق للأسلحة التابع للأمم المتحدة في العراق، ديفيد اولبرايت، حصل على صور، التُقطت في 11 من حزيران بواسطة شركة «ديجيتال غلوب» للتصوير بالأقمار الاصطناعية، لمجمع للأنفاق بُني حديثاً قرب مفاعل ناتنز النووي في وسط البلاد.
وقال أولبرايت وزميله بول برانين، في تحليل مكتوب، إن «أنشطة البناء تجري في أقرب منطقة جبلية من موقع ناتنز، الأمر الذي يشير إلى أن الموقع مرتبط بناتنز».
وأوضح أولبرايت، لوكالة «رويترز»، أن إيران ستستخدم على الأرجح منشأة الأنفاق لتخزين اليورانيوم المنخفض التخصيب أو معدّات تصنيع أجهزة الطرد المركزي وليس من أجل تنفيذ برنامج تشغيل.
ورأى أولبرايت أن الموقع قد يكون أيضاً من أجل الدفاع المباشر عن «ناتنز» ويحتوي على بطاريات مضادة للطائرات أو معدات قيادة وتحكّم.
في هذا الوقت، أعلن مندوب إيران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، أن «نائب مدير الوكالة اولي هاينونن سيلتقي بعد ظهر اليوم في طهران كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي لاريجاني وسيجري بعد ذلك محادثات مع مساعديه والمسؤولين المعنيين».
في سياق آخر، أعلن متحدث باسم البحرية الأميركية أن حاملة طائرات ثالثة انطلقت لتنضمّ إلى الأسطول الأميركي الخامس، ومقره المنامة، والذي يغطي منطقة الخليج. وقال المتحدث، لوكالة «فرانس برس»، إن «حاملة الطائرات يو اس اس انتربرايز تتوجّه الى مياه الأسطول الخامس وهي لا تحل محل أي سفينة أخرى موجودة هنا»، وذلك في أكبر عملية انتشار للأسطول الخامس منذ غزو العراق في 2003.
وقال القائد في الأسطول الخامس الأميرال البحري كيفين كوسغريف، في بيان له، إن وجود «انتربرايز» ضمن الأسطول الخامس «يوفر للبحرية الأميركية القدرة على مواجهة التصرفات المثيرة للاضطراب والفوضى التي تقوم بها بعض الدول، إضافةً إلى دعم جنودنا ومشاة بحريتنا في العراق وأفغانستان».
الى ذلك، أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (أسنا)، أمس، أن اتهامات جديدة وُجّهت إلى أربعة مواطنين أميركيين كانوا قد اعتقلوا في إيران للاشتباه في تورطهم في أنشطة تجسس.
ونسبت وكالة «اسنا» إلى المتحدث باسم السلطة القضائية علي رضا جامشيدي قوله إن «نائب المدعي الإيراني عثر على دليل جديد ضد الأميركيين ـــــ الإيرانيين المعتقلين (هالة أصفندياري وكيان تاجبخش وعلي شاكيري)، والممنوعة من السفر الصحافية برناز عظيمة، مما يقتضي إجراء المزيد من التحقيقات».
وأعلن جامشيدي «أن 16 شخصاً أُوقفوا أمس (الاثنين)، ستة في البداية وعشرة بعد ذلك.. والتحقيق جار في شأن مشاركتهم في اجتماع غير مرخّص وفي أعمال ضد الأمن»، مشدداً على أنه ليس هناك أي طالب بين هؤلاء.
(رويترز، أ ف ب، مهر)