موسكو - حبيب فوعاني
شهدت العاصمة القرغيزية بيشكيك، أول من أمس، اجتماعاً لوزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون في مجالات الأمن والطاقة والتكامل الاقتصادي الإقليمي والتبادل الثقافي، وذلك من أجل الإعداد لقمة رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة في 16 آب المقبل في المدينة نفسها.
وفي هذا الإطار، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في الاجتماع الذي عقد خلف أبواب مغلقة، بحل مشكلة «المراقبين الذين أصبحوا يعبّرون عن خيبة أملهم»، لأن مشاركتهم تقتصر على الحضور الشكلي في عدد من النشاطات.
وأشار لافروف إلى أن روسيا تدعو إلى إشراك البلدان التي تتمتع بصفة مراقب في المنظمة، وهي الهند وإيران وباكستان ومنغوليا، بفعالية أكبر في تنفيذ مشاريع محددة في إطار المنظمة.
وخلال الاجتماع، أعدّ وزراء الخارجية للقمة المقبلة ملفاً ضخماً من الوثائق والقرارات، التي ستعرض على الرؤساء. وقد توصلوا إلى الاتفاق على نص معاهدة طويلة الأمد حول حسن الجوار والصداقة والتعاون، وعلى بيان بيشكيك، وخطة عمل لضمان الأمن المعلوماتي الدولي، وعلى بيان ختامي بنتائج القمة المرتقبة.
وأكد الرئيس القرغيزي كرمان بك باقييف، خلال لقائه وزراء خارجية البلدان الأعضاء في المنظمة، أنها «تعتبر بالفعل أداة لضمان الأمن والتنمية الاقتصادية في المنطقة الأوراسية».
وفي المؤتمر الصحافي المشترك، الذي عقده الوزراء في ختام الاجتماع، أكد وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي أن المنظمة أصبحت عنصراً مهماً في السياسة الإقليمية والدولية.
وكانت روسيا قد أسست في عام 2001 مع الصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان وأوزبكستان المنظمة في مدينة شنغهاي الصينية، في حين تبدي روسيا اهتماماً واضحاً بهذا.
وتطمح المنظمة إلى أن تكون مركز قوة بديلاً لمجموعة «الثماني» الكبرى ولحلف شمالي الأطلسي في الفضاء الأوراسي، وربما لرابطة الدول المستقلة.
وخلال ست سنوات من وجودها، أصبحت هذه المنظمة تثير اهتمام دول أخرى كانت تبحث عن أشكال جديدة للتعاون، مثل الهند وباكستان ومنغوليا وإيران، التي حصلت على العضوية فيها بصفة مراقب.
يُذكر أن التبادل التجاري بين دول المنظمة بلغ في العام الماضي 50 مليار دولار، ويؤلف سكان دول المنظمة نصف سكان المعمورة، وينتج في هذه الدول ربع الناتج العالمي. وتمتلك دول المنظمة موارد بشرية وتقنية ـــــ علمية وعسكرية ـــــ صناعية هائلة، بينما تعتبر روسيا وكازاخستان وإيران من بين أكبر الدول المصدرة لموارد الطاقة في العالم.
ومن المتوقع أن يحضر رؤساء دول المنظمة في 17 آب المقبل، في اليوم التالي لاجتماع القمة في بيشكيك، تدريبات «مهمة سلام ـــ 2007» العسكرية، التي ستجريها القوات المسلحة لدول المنظمة في مقاطعة تشيليابينسك الروسية.