باع طوني ماو تويبلس، وهو لاجئ من دارفور، كل ما يملكه كي يدفع لمهربين من البدو ثمن نقله عبر الصحراء إلى الحدود مع إسرائيل، حيث كان يأمل أن يبدأ «حياة جديدة».قال طوني (29 عاماً)، وهو مقيد اليدين في نقطة شرطة مصرية في رفح، «استدنت حتى أتمكن من تدبير المال اللازم للتسلل».
لكن رحلته لم تكتمل مع تكثيف الشرطة المصرية جهودها للتصدي إلى تزايد أعداد المهاجرين الأفارقة الذين يسعون للتسلل إلى الدولة العبرية. وقال طوني «العيش في اسرائيل أصبح حلم عشرات الأسر السودانية التي فرّت من دارفور إلى مصر. نحن نبحث عن الامان والاستقرار». وأضاف «كنت أنوي عندما اصل إلى إسرائيل وأحصل على عمل، إرسال اموال لزوجتي حتى تلحق بي مع أبنائي الثلاثة».
وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان يعمل مع مهاجرين سودانيين، إن أكثر من 390 مهاجراً وصلوا إلى إسرائيل في الاشهر الستة الأولى من عام 2007. ومع ما يتردد عن ظروف المعيشة الأفضل ووسط آمال الحصول على حق اللجوء، يسعى العديد من المهاجرين إلى دخول اسرائيل ويتوقون لمغادرة مصر، حيث يقول نشطاء إنهم يتعرضون لتفرقة عنصرية وسوء معاملة وتهميش اقتصادي.
ويقابل مهاجرون سودانيون يريدون التسلل إلى إسرائيل وسطاء عرباً في مقاه يرتادونها في القاهرة. وقال مهرب بدوي إن الوسيط يحصل على بين 200 و500 دولار في مقابل تدبير عملية التسلل.
وقال سليم، المهرب الذي رفض ذكر بقية اسمه، لوكالة «رويترز» وهو يشير بيده تجاه حقول أشجار الخوخ على بعد 15 كيلومتراً جنوبي مدينة رفح الحدودية المصرية، «هنا نترك السودانيين في خيمة بدوية حتى نكون بعيدين تماماً إذا ضبطتهم الشرطة». وأضاف «نكون ملثمين حتى لا يتعرف أحدهم إلينا»، مشيراً إلى أن المهاجرين يعبرون الحدود في مجموعات لتوفير النفقات.
وفي سيناء، يستخدم البدو شاحنات صغيرة من دون لوحات معدنية تسير في طرقات لا تعرفها الشرطة وصولاً لثغر امنية على الجانبين المصري والإسرائيلي. وأضاف سليم «دورنا يقتصر فقط على تسهيل عبورهم عبر الاسلاك الشائكة إلى داخل الأراضي الاسرائيلية». وأوضح أنه عند الاقتراب من الحدود، يغادر المهاجرون الشاحنات ويدخلون اسرائيل سيراً على الاقدام ثم ينتظرون دوريات حدودية اسرائيلية تنقلهم إلى مخيمات ايواء في صحراء النقب.
وقال مسؤول أمني مصري إنه سمع أن اسرائيل ترحّب بالسودانيين. وأضاف «لدينا معلومات بأن اسرائيل أقامت مخيمات لهؤلاء المتسللين وأن لديها الرغبة في استقبالهم للعمل لديها في المزارع».
(رويترز)