ساد «هدوء حذر» الساحة السياسية الداخلية العراقية، من دون أن يطال المعارك والتفجيرات والقتل. ونفى عضو مجلس النواب عن «المجلس الأعلى الإسلامي للعراق»، تقي رضا جواد، أمس، أن يكون هناك توجّه لتشكيل جبهة رباعية مع حزب الدعوة والحزبين الكرديين، كثُر الكلام عليها في الفترة الأخيرة. وقال إن الاتفاق بين الأطراف الأربعة «لا يعني تشكيل جبهة داخل مجلس النواب، بل دعم العملية السياسية في العراق، وما أنتجته من دستور وبرلمان وحكومة»، مؤكّداً عدم استهداف هذه الجبهة أي طرف عراقي.وفي سياق متّصل، قال النائب عن «الكتلة الصدرية»، نصّار الربيعي أمس، إن كتلته ترى أن الحل الأمثل للعراق هو تشكيل حكومة من التكنوقراط «لا يرأسها المالكي».
من جهته، قال المحلّل العسكري الأميركي أنطوني كوردسمان من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن في دراسة جديدة عن العراق، إن السيد مقتدى الصدر «يمارس لعبة الانتظار في العراق، بعدما حاول التحالف مع المعتدلين السنّة وإجراء مصالحة معهم، لكن هذا لم يؤدّ إلى تجنّب حوادث العنف من أعضاء جيش المهدي ضد السنة والمسلمين الشيعة الآخرين، على الرغم من موقف الصدر الذي لا يشجّع على القيام بهذه التصرفات».
ورأى كوردسمان أنّ الصدر «يوسّع نفوذه السياسي ويعزز قدراته العسكرية بالتوازي» لتثمير ذلك بعد الانسحاب الأميركي، مستفيداً من إصابة رئيس المجلس الإسلامي العراقي الأعلى السيد عبد العزيز الحكيم بسرطان الرئة، ومن الانقسامات داخل الحكومة المركزية في بغداد.
ميدانياً، قدّم المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق، كيفن بيرغنر، تقريراً شاملاً كشف فيه عن تمكّن قوات أميركية ـــــ عراقية مشتركة من الاستيلاء على المركز الإعلامي الخاص بتنظيم «القاعدة» قرب سامراء.
ورأى بيرغنر أنّ ما بين 60 إلى 70 في المئة من المقاتلين الأجانب الذين يأتون إلى العراق، يدخلون عن طريق سوريا، معلّقاً أهمية كبيرة على ضبط السلطات العراقية أمس200 حزام ناسف مخبأة في شاحنة كان سائقها يعتزم إدخالها إلى العراق عبر مخفر الوليد على الحدود مع سوريا.
وعن عمليات «السهم الخارق» في ديالى، قال بيرغنر إنّ قواته أصبحت تسيطر على الجزء الأكبر من المحافظة، بينما عرضت «دولة العراق الإسلامية» صوراً متلفزة لمقاتليها ادّعت أنها هي من يسيطر على كامل أرجاء المحافظة.
وتوقع العقيد الأميركي أن يردّ تنظيم «القاعدة» «بهجمات مروعة» بعد الحملة الأمنية الكبيرة التي تقودها الولايات المتحدة وأدت إلى تقويض أنشطته، وقبيل نشر التقارير الأميركية عن العراق، بغية زيادة الضغوط على الإدارة للإسراع في جدولة الانسحاب.
وأعلنت القوات الأميركية أنّ جندياً أميركياً قُتل وأُصيب آخرون من جنود السفارة الأميركية وموظفيها في الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة الخضراء أول من أمس. كما تعرّض معسكر «إيكو» التابع للقوات الأميركية في محافظة الديوانية لصواريخ الكاتيوشا. وبلغت أعداد الجثث التي عُثر عليها أمس في المناطق العراقية نحو 40 جثة، بينما سقط ما يزيد على 10 أشخاص من بينهم رئيس بلدية سامراء.
إلى ذلك، كُشف النقاب أمس عن فضيحة جديدة تتعلّق بالشركات الأمنية العاملة في العراق. وبحسب اللجنة الخاصّة التي شكّلتها الأمم المتحدة للتحقيق في هذه الشركات، جنّدت المؤسسة الأميركية لتوظيف المرتزقة (بلاك ووتر) نحو 20 ألف عنصر من أميركا اللاتينية، (من أصل ما يقارب 150 ألفاً من جميع الجنسيات)، من بينهم ألف ضابط سابق في نظام الرئيس التشيلي الفاشي أوغيستو بينوشيه.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز،
د ب أ، يو بي آي)