سيطرت قوات الأمن الباكستانية على المسجد الأحمر في إسلام آباد وقضت على آخر جيوب المقاومة في المجمع، لتنهي الأزمة التي استمرت 8 أيام وخلفت أكثر من 80 قتيلاً. لكن الإشارات التي ترسلها قيادات «القاعدة» تبيّن أن السيطرة على المسجد لن تكون نهاية.وأعلن المتحدّث باسم الجيش الجنرال وحيد أرشاد نهاية المرحلة الأولى من العملية، التي أطلق عليها اسم «عملية الصمت»، حيث لم يبق أي من المقاتلين في الداخل. وأوضح أن المرحلةالتالية كانت البحث عن جثث والأشراك والأسلحة، مشيراً إلى أن «3 من المقاتلين الباقين قتلوا في الاشتباكات خلال الليل، بينما أُلقي القبض على الجرحى الآخرين».
وتحدّث أرشاد عن إمكان مرافقة الإعلام في جولة داخل المجمع، لكن ليس قبل اليوم. وأضاف أن جثث القتلى الآخرين سحبت عند عملية التمشيط.
وأعلن مصدر أمني أن «عمليات الليل وقعت داخل المجمع ومدرسة البنات وتتضمن الانتقال من غرفة إلى أخرى في الطوابق السفلى وتفجير الفخاخ التي نصبها المسلحون».
و أعلن نائب وزير الداخلية جافيد إقبال شيما أن «جثمان (زعيم المتمردين) عبد الرشيد غازي كان في الطابق السفلي، حيث حصل الاشتباك الذي أدى إلى مقتله»، مضيفاً أنه «نُقل إلى بلدته روجهان في جنوب غرب باكستان ليوارى في الثرى».
وسمح لشقيقه زعيم الطلبة عبد العزيز غازي، الذي أوقف في بداية الاشتباكات عندما حاول الهرب، حضور الجنازة.
وأثارت العملية العسكرية في «مسجد لال» الرأي العام ضد الرئيس الباكستاني برويز مشرف، الذي أعلن مستشاره أنه سيتوجه إلى الأمة اليوم لكشف استراتيجية جديدة لمحاربة التطرف والإرهاب، وسيوضح الظروف التي حملت الحكومة على شن العملية العسكرية.
وتواصلت التظاهرات المعارضة لمشرف في أرجاء البلاد، حيث هتف أكثر من 500 شخص احتشدوا في المنطقة الحدودية الشمالية الغربية في بيشاور «الموت لمشرف». وقال نائب من الحزب الإسلامي المعارض في الاحتجاج إن «الهجوم على المسجد هو جزء من سياسة الحكومة ضد الأحزاب الدينية إرضاء لأميركا».
كما احتشد نحو 15 نائباً إسلامياً معارضاً أمام مبنى المحكمة العليا في إسلام آباد، مطالبين الرئيس الباكستاني بالاستقالة.
وفي أفغانستان، دعا القائد «الطالباني» منصور داد الله، «المسلمين إلى شن عمليات انتحارية ضد القوات الأمنية الباكستانية»، مضيفاً: «كنت أود إرسال 10 آلاف مجاهد لمساندة طلبة المسجد الأحمر، لكننا منهمكون في أفغانستان، وإسلام آباد بعيدة عن أفغانستان، وتمنيت لو أخرج بنفسي لمساندتهم».
وأيّد الرئيس الافغاني حميد قرضاي، الذي يشكو من هجمات متمردي «طالبان» عبر الحدود، الهجوم على المتشددين وحث إسلام آباد على القيام بحملة صارمة على جميع الجماعات الدينية المتشددة.
وباركت الإدارة الأميركية قرار الحكومة الباكستانية بالهجوم على المسجد. وأشارت إلى توجيه تحذيرات متعددة للمسلحين. وعبّر الرئيس الأميركي جورج بوش عن ثقته بالرئيس الباكستاني في محاربة الأصوليين.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)