في محاولة هي الثالثة من نوعها التي تسعى إلى احتواء رفض موسكو المبني على الموقف الصربي، ظهر إلى العلن أمس مشروع قرار أوروبي ـــــ أميركي بشأن كوسوفو، سيقدّم إلى أعضاء مجلس الأمن، يشير إلى تجنّب الإشارة إلى استقلال الإقليم والدعوة إلى استئناف المفاوضات لـ4 شهور. وتنهي الوثيقة، التي حصلت وكالة «رويترز» على نسخة منها، مهمّة الأمم المتحدة في كوسوفو، مقترحةً استبدالها بإشراف أوروبي اتساقاً مع فحوى «خطة الاستقلال» التي وضعها مبعوث الأمم المتحدة مارتي أهتيساري، إلّا أنّها تستثني تفعيل برنامج أهتيساري بأكمله في الإقليم. ويعتقد مبعوثون أوروبيون أن تلك التغييرات الجديدة تقود إلى الطريق المؤدية لاستقلال كوسوفو، الذي قد يحدث تلقائياً حتى من دون وجود قرار يشير إلى ذلك، فيما يشير دبلوماسيون إلى أنّه سيكون هناك قرار آخر يقرّ أجزاءً أخرى من خطة أهتيساري مثل حقّ الإقليم الذي تديره الأمم المتّحدة منذ عام 1999، في الانضمام للتجمّعات الدولية.
وقال رئيس وزراء كوسوفو أجيم تشيكو إن موسكو، التي تلوّح بـ«نقض» القرار في مجلس الأمن إذا رفضته بلغراد، عرقلت مسار الأمم المتحدة وإنّ إجراء محادثات جديدة لن يغيّر شيئاً، موضحاً أنّ «كل تأخير فيه تنازل لا فائدة منه لموسكو، ونحن بحاجة إلى الوضوح والسرعة».
في غضون ذلك، اتّهم رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا الولايات المتحدة بإهانة ذكاء الصرب، حين تعهّدت أن تكون دولة صديقة في الوقت الذي أيّدت فيه استقلال كوسوفو. وتعهّد أنّه مهما كان حجم تأييد واشنطن فإن ذلك لن يجعل من الإقليم ذي الغالبيّة الألبانيّة (90 في المئة أي نحو مليون نسمة) دولة مستقلة. وأعلن أنه يرفض الخطة الجديدة بالكامل. وقال كوستونيتشا، في بيان أُرسل إلى وكالة «تانيوغ» الحكومية، إنّ كوسوفو لن ينال الاستقلال، ولا يمكن أن يغيّر المسؤولون الأميركيّون من هذه الحقيقة بتصريحاتهم اليومية»، وذلك في ردّ على تصريحات المبعوث الأميركي دانييل فرايد الذي أكد أوّل من أمس، مجدداً أنّ كوسوفو سينال الاستقلال في نهاية الأمر.
في هذا الوقت، حضر نحو 30 ألف شخص بينهم مدعية محكمة الجزاء الدولية لجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي في سريبرينيتشا أمس مراسم إحياء الذكرى الـ12 لمجزرة تموز عام 1995 التي قتل فيها نحو 8 آلاف مسلم على أيدي القوّات الصربية البوسنية.
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)