strong>مهدي السيد
استغل كبار المسؤولين الإسرائيليين الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان، لإطلاق جملة من المواقف والرسائل السياسية والأمنية تجاه الداخل والخارج، ركزت بمجملها على الاستعداد المستقبلي للحرب وعلى ضرورة الاستفادة من عبر الماضي، مع محاولة لافتة من رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت لتكرار تبريره قرار الحرب رغم اعترافه بالإخفاقات الكثيرة وبالبعد عن تحقيق أهداف العدوان

رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، خلال جولة قام بها أمس في المنطقة الشمالية من فلسطين المحتلة، أن «شن الحرب (على لبنان) كان مبرراً»، مشيراً إلى أنها «كانت حرباً ظهر فيها كثير من الإخفاقات وكثير من المشاكل. ولكن الحكومة والسلطات تبذل جهوداً للتغلب على المصاعب وخلق واقع جديد أفضل».
وأضاف أولمرت «اليوم، في ذكرى الحرب، أنا على قناعة، تماماً كما كنا في 12 تموز السنة الماضية، أننا اتخذنا القرار الصائب، وأنه يجب وللأبد درء هذا الخطر وإبعاده عن الحدود». ومع ذلك أكد أولمرت «أننا لا نزال بعيدين عن تحقيق الأهداف، ويجب أن نجتهد بشكل كبير ونحن نجتهد بشكل كبير».
وفي محاولة منه الإشارة إلى إنجازات تبرر له «قراره الصائب» بشن الحرب، لم يجد أولمرت بديلاً عن الإشارة إلى الهدوء على الحدود، متناسياً أن سبب الهدوء هو ارتداع إسرائيل عن الاعتداء على اللبنانيين بفعل المقاومة، وليس كنتيجة للحرب.
وقال أولمرت إن الأوضاع على الحدود الشمالية أفضل مما كانت عليه قبل الحرب. وأضاف «التقيت مزارعين في المطلة بإمكانهم زراعة حقولهم ويشعرون براحة وأمل، واستمعت إلى قائد اليونيفيل يقول إنه منذ 40 عاماً لم يسد هدوء كهذا كما يسود في السنة الأخيرة وهذا ما يقوله لي السكان هنا».
وتطرق أولمرت، خلال جولته، إلى إمكان التفاوض مع سوريا، موضحاً أنه لا جديد في هذا الموضوع. وقال «نأمل أن تتهيأ الظروف للحوار. نحن غير معنيين بالحرب مع السوريين ونأمل أنهم أيضاً غير معنيين بمواجهتنا».
بدوره، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق عامير بيرتس، أن الجيش الإسرائيلي جاهز اليوم لمواجهة أي تطور على مختلف الجبهات بشكل أفضل مما كان عليه عشية نشوب حرب لبنان الثانية. ووصف بيرتس، في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية، حرب لبنان الثانية بأنها «حرب الصحوة» بالنسبة لدولة إسرائيل، في إشارة منه إلى أن الإخفاقات الكثيرة التي مُني بها الجيش الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان، دق ناقوس الخطر تجاه مدى جهوزيته وقدرته على المواجهة وتحقيق النصر.
وفي ظل غياب الإنجازات الحقيقية للحرب التي أدى فيها بيرتس دور وزير الحرب، أشار إلى إن الحرب الأخيرة غيرت الأوضاع على الجبهة الشمالية بصورة دراماتيكية وساهمت في رفع مستوى الردع للجيش الإسرائيلي». وأضاف بيرتس: إن «حزب الله والمنطقة بأسرها يعلمان الآن بأن إسرائيل تجري استعداداتها لشمل الجبهة الداخلية في جبهة القتال».
وفي السياق، قال وزير الدفاع ورئيس الأركان الأسبق، وزير المواصلات الحالي شاؤول موفاز، في حديث مع إذاعة الجيش، إن «سوريا قبل حرب لبنان ليست سوريا نفسها بعد الحرب، ورغم ذلك أقدر أن التوجه السوري ليس نحو مواجهة مع إسرائيل».
وفي ما يتعلق بحزب الله وإعادة تنظيم أوضاعه، قال موفاز «نحن نلحظ إعادة تسلح لدى حزب الله بالصواريخ البعيدة المدى وبكميات كبيرة جداً. إذ يعمل حزب الله على بناء خط ثان ما وراء الليطاني. ولكوننا لا نراهم على الخط الحدودي، يعتبر ذلك إنجازاً، والهدوء على الحدود يعتبر أيضاً إنجازا، ولكن يجب أن ندرك في المقابل أنهم يواصلون تسلحهم وبناء التحصينات وبناء قوتهم من جديد». ورأى موفاز أن «حزب الله وأمينه العام نصر الله تلقيا ضربة خلال الحرب، لكنهما نجحا في ترميم قواهما في قطاعات عديدة».
بدوره، قال وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعزر «آمل هذه المرة، بعد سنة، أن يكون الجيش الإسرائيلي أقوى وأفضل وأن يكون قد طرأ عليه تغير إيجابي، وأعتقد أن قوتنا آخذة في التعاظم». وأضاف بن اليعزر «هل أنا اليوم هادئ أكثر من السنة الماضية، الجواب نعم، فالحكومة تعمل ليل نهار على تجهيز الجيش، وهذا ليس بالأمر البسيط».
أما رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، فجال من جهته في منطقة الجليل، وتطرق الى عبر الحرب على لبنان، وترميم مستوطنات الشمال. وقال «أنا لا أفهم كيف أنه بعد عام على الحرب، لا يجدون ميزانيات تضم عشرات الملايين من أجل ترميم الملاجئ». وأضاف: إن معادلة «يعطون ـــ يأخذون تحطمت في الصيف الماضي» و«اليوم يجب أن تكون المعادلة واضحة: يعطون كاتيوشا، يحصلون على الرد الأشد».
وأشار نتنياهو إلى وجود رابط مباشر بين ما حصل في الصيف الماضي والخطوات التي سبقت. وقال «ثمة رابط بين الخروج المتسرع من لبنان في عام 2000، وضبط النفس على عملية الأسر الأولى التي وقعت على الحدود في ذاك العام، وما تلاه، وبين عملية الأسر الأخيرة والحرب التي اندلعت في أعقابها».