علي حيدر
بعد بثّ القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي تقريراً أعدّته إحدى مراسلاتها من بيروت، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس تحقيقاً لمراسلتها في «جنوب لبنان، وبنت جبيل تحديداً»، رينت ملخس، التي قدمت نفسها بصفتها مراسلة لصحيفة «أو غلوبو» البرازيلية.
وكتبت ملخس: «بعد سنة من الحرب، الدمار منتشر في كل مكان، الحياة لم تعد الى طبيعتها. المياه مقطوعة عن جزء من المنازل والكهرباء مشوشة. ومقاتلو حزب الله في قمة الجهوزية استعداداً لمواجهة محتملة إضافية مع الجيش الإسرائيلي». وتحدثت عن «وسائل قتالية متطورة وصلت من إيران منذ وقف النار، وهي معدّة للاستخدام ضد إسرائيل»، مشيرة إلى أن «70 في المئة من السكان تركوا العاصمة الشيعية في جنوب لبنان، بنت جبيل».
ولفتت الى وجود «عشرات الأعلام المعلّقة في كل مكان ومئات البيانات عن النصر على طرق الجنوب»، مضيفة أن «من غير الممكن تمييز وجود علني لنشطاء حزب الله، حيث لا ترى مسلحين في شوارع القرية، وأمكنة وجود السلاح الكثير معروفة فقط لكبار مسؤولي الحزب».
وأشارت ملخس، في تقريرها، إلى أن «حزب الله يراقب كل حركة مشبوهة. وشبابه يتنقّلون على الدراجات النارية في شوارع بنت جبيل». ونقلت عن عدد من السكان قولهم إنهم من حزب الله وإن قرار الأمم المتحدة لن يخرجهم من بلدتهم.
وقال أحد هؤلاء السكان، بحسب ملخس، «نحن حزب الله. وما لا تريد إسرائيل أن تفهمه هو حقيقة أن مقاتلينا هم السكان المحليون. هم الناس الذين يعملون في الزراعة، وبشكل أساسي في حقول التبغ والزيتون. وخلال السنوات، وعوا أن إسرائيل هي عدو الشعب اللبناني. هم يؤمنون بطريق (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله من أجل الدفاع عن لبنان في وجه الصهاينة والأميركيين. وفي حال الحرب، هؤلاء المزارعون أنفسهم سيحملون سلاحهم، بعد أن يتلقّوا تعليمات، وهم سيقاتلون من أجلنا جميعاً. لن ينجحوا مطلقاً في اقتلاع حزب الله من جنوب لبنان».
وادّعت ملخس أنها عندما حاولت التحدث مع سكان آخرين «قطع رجل حزب الله حديثي وصرخ عليّ: توقفي فوراً، نحن لا نسمح بالتحدث مع السكان. وبدا عليه الغضب وأخذني الى الزاوية ونظر إليّ نظرة تأمل عميقة. وبدأ بالتحقيق معي مرة أخرى: من أين أتيتِ؟ أي دول زرتِ؟ كان عليّ عدم ارتكاب أي خطأ وأن أكذب لأن المسألة مسألة حياة أو موت».