تزدهر الحياة في بلدة «الشيوخ» الواقعة على قمّة تل في الضفة الغربية رغم مرور عام على العقوبات الغربية الصارمة على حكومة «الوحدة» التي تتزعّمها حركة «حماس»، ورغم إراقة الدماء بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة.ففي البلدة (شمالي بلدة الخليل)، التي يعيش فيها نحو 10 آلاف مواطن، تمتدّ مشروعات بناء تشمل إنشاء طرق وإقامة مدارس وتشييد مسجد رئيسي، والفضل يعود غالباً للتمويل الذي يقدّمه ميسورو الحال من السكان.
وتلقى «حماس» تأييد معظم أعضاء مجلس بلدية «الشيوخ» وغالبية ناخبيها. ورغم التوتّرات التي تصاعدت منذ سيطرتها على قطاع غزّة في الشهر الماضي، فإنّ كثيرين من مموّلي مشروعات البناء الجديدة ينتمون إلى حركة «فتح».
ويقول أحد زعماء «فتح» في بلدة «الوحدة»، ياسين عويضات: «نحن عائلة واحدة ولا يمكن أحداً أن يمسّ وحدة الشعب مهما كان الخلاف بيننا سياسياً»، ويضيف أنّه «عندما يؤدّي الناس واجباتهم، فإنّهم لا يدعمون بذلك فتح أو حماس، بل إنّهم يحترمون أنفسهم».
وينتمي معظم سكّان «الشيوخ» إلى 3 عائلات كبرى تهيمن على المشهد السياسي والاجتماعي. ويتمثّل العمود الفقري للاقتصاد في المقالع وبعض المصانع الصغيرة.
وتشير المسؤولة «الحمساويّة» المنتخبة في البرلمان الفلسطيني سميرة الحلايقة إلى أنّه في مجتمع بلدتها «الحب والمجتمع لهما السيطرة، فالعائلة أكبر من فتح وحماس وتجعلنا أكثر قرباً معاً».
إلّا أنّ التوتّرات لا تزال قائمة. ويلفت العديد من سكّان «الشيوخ» إلى أنّ العنف الذي شهده قطاع غزّة انعكس في رؤيتهم لـ«حماس»، إذ يقول أحدهم إنّ «الناس كانوا صبورين وجائعين طواعية لكن بعد أحداث غزة أصبحت الحقيقة واضحة، فالشعارات التي سمعناها خلال الانتخابات لم تُترجم إلى أفعال».
وترى سميرة الحلايقة أنّه يتعيّن إعطاء «حماس» الفرصة لتمارس الحكم. وتقول إنّه «إذا كانوا يريدون الحكم على حماس فعليهم القيام بهذا بعد 4 سنوات من الحكم في ظل ظروف طبيعية».
(رويترز)