strong>تقرير بيترايوس ـ كروكر أمام الكونغرس: فشل في الأمن... والسياسةكما كان متوقّعاً، قدّم الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، تقريره المؤقّت الذي أعدّه قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال دايفيد بترايوس، والسفير الأميركي في بغداد رايان كروكر إلى مجلس الشيوخ، من دون أن ينتظر حتّى الموعد الرسمي المحدَّد يوم الأحد المقبل.
ولأنّ التقرير فقد عنصر «الإثارة» بعدما نشرت الصحف الأميركية معظم مضمونه قبل أيام، يمكن اختصار استخلاصاته بعبارتين: تحسّن جزئي لكن غير مرضٍ في الأهداف الأمنية التي حدّدها الكونغرس، وتقدّم أكثر من هزيل في المهمات السياسية المطلوبة من الحكومة العراقية، والتي بات يُعبّر عنها بـ «المصالحة السياسية».
واعترف بوش، في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض أمس، بأنّ خطّة «إغراق العراق» التي أعلنها في كانون الثاني الماضي بزيادة عدد قوات الاحتلال في العراق 30 ألف جندي، لم تحقّق كل المعايير التي كان قد تعهّد بها والتي طالب بها مجلس الشيوخ مقابل التمويل الإضافي للحرب.
ورغم الصورة القاتمة التي رسمها التقرير إزاء التقدم المفترض تحقيقه، أصرّ بوش على أن الولايات المتحدة «قادرة على كسب الحرب في العراق»، وأنّ «الانسحاب قبل تحقيق النصر هناك سيكون خطراً على العراق والمنطقة وعلى الولايات المتحدة»، واصفاً المحصّلة العامة بـ «التقدم المرضي». وتابع أنه سينتظر حتى صدور التقرير النهائي لتقويم خطته في شهر أيلول المقبل لكي يتخذ قرارات بشأن مسار سياسته العراقية. وكشف أنه سيستخدم حق النقض (الفيتو) مجدداً ضد أي مشروع قانون يدعو إلى ما وصفه بـ«انسحاب عاجل» من العراق.
وقال الرئيس الاميركي إنه أجرى مشاورات مع القادة العسكريين الميدانيين بمن فيهم قائد قواته في العراق الجنرال دايفيد بترايوس، ووزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وقادة الكونغرس، بغرض إعطائهم توصيات لإدخال تعديلات على خطته مستقبلاً، مضيفاً أنه قرر إرسال غيتس ورايس إلى المنطقة في آب المقبل لإجراء مشاورات مع «الحلفاء لإعادة التأكيد على التزامنا بتوصيات اتفاق شرم الشيخ الدولي وإعادة طمأنة أصدقائنا إلى أن الشرق الأوسط سيبقى أولوية استراتيجية حيوية للولايات المتحدة».
وقال بوش إن التقرير يلحظ تقدماً مرضياً في ثمانية من أصل 18 هدفاً سياسياً وعسكرياً كان الكونغرس قد طالب بتحقيقها، فيما اعترف بحدوث تحرّكات غير كافية في ثمانية أهداف أخرى تتعلق غالبيتها بالمصالحة السياسية في العراق.
وركّز التقرير على إشارات «إيجابية»، مثل التعاون بين القوات الاميركية وزعماء العشائر فى محافظة الأنبار في مواجهة تنظيم «القاعدة» في العراق، وانخفاض حدث أخيراً في أعمال القتل الطائفي فى بغداد وعودة الحياة الطبيعية إلى العاصمة، مثل فتح الملاهي الترفيهية والاسواق وبطولات كرة القدم المحترفة.
وأمام الحملة الكبيرة التي يواجهها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في ظلّ مقاطعة من أطراف رئيسية في البلاد لحكومته، حاول بوش دعم حليفه العراقي، فأشار إلى أنه لا يزال يثق به، مبرّراً عجز حكومته عن السير قدماً في الأهداف السياسية بـ «صعوبة الأوضاع التي يواجهها على الصعيدين الأمني والسياسي».
كذلك كان بارزاً الدعم الذي حمله رئيس المجلس الأعلى للعراق عبد العزيز الحكيم للمالكي من طهران، حيث يتلقّى علاجاً لسرطان الرئة، فأعلن أمس أنه «سيبقى إلى جانب المالكي وحكومته حتّى تصبح أكثر قوة مما هي عليه اليوم». وعن المقاطعة السنية والشيعية (الكتلة الصدرية) التي يتعرّض لها المالكي، قال الحكيم إنه «سيسهم في إقناع هؤلاء بالعودة إلى المساهمة الفعّالة في العملية السياسية القائمة على الدستور والانتخابات».
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، أن إدارة بوش تتحدّى الكونغرس برفضها إحياء «مجموعة دراسة العراق» المعروفة باسم «بيكر ـــــ هاميلتون». وقالت الصحيفة إن مجلس النواب صوّت الشهر الماضي بغالبية 355 صوتاً مقابل 69 لمصلحة تخصيص مليون دولار كي تعود «المجموعة» للاجتماع. ووصف النائب الجمهوري كريستوفر شيس عرقلة البيت الأبيض بأنها «قصَر نظر». وأضاف أنها يمكن أن تعزل الرئيس أكثر. وعزا سبب موقف الإدارة من «المجموعة» إلى خوفها ممّا يمكن أن تقوله وتقترحه بشأن العراق.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي)