بدا أمس أن الإدارة الأميركية قررت تصعيد حملتها على ما تراه نفوذاً إيرانياً في العراق؛ فقد تبنّى مجلس الشيوخ الاميركي بالإجماع أمس نصاً يدين «تواطؤ» طهران في مقتل جنود أميركيين في العراق، ويحذّرها من دعم عناصر المقاومة في وقت اعتقل فيه الجيش الأميركي أمس قياديين من «جيش المهدي» في بغداد «على صلة بمجموعات إرهابية إيرانية شاركت في هجمات على المدنيين العراقيين وقوات التحالف»، حسبما جاء في بيان أميركي. وقُتل خمسة من أفراد التنظيم الشيعي في قصف جوي بينما كانوا يزرعون قنبلة على جانب طريق في الديوانية. وسجّلت العملية الأميركية في منطقة حي الأمين جنوب شرق بغداد لضرب «جيش المهدي» مجزرة جديدة خلّفت 19 عراقياً قُتلوا برصاص الجيش المحتل.
في هذا الوقت، كشف الناطق باسم مجلس القضاء الأعلى في العراق عن وجود 4064 معتقلاً في السجون العراقية منذ بدء تطبيق خطة «أمن بغداد» في منتصف شباط الماضي.
وعلى الجبهة الشمالية المحاذية لتركيا، رفضت القيادة الكردية في إقليم كردستان العراق طلباً تركياً لاعتبار حزب العمال الكردستاني «منظمة إرهابية»، وذلك بعد اجتماع عقده المجلس الأعلى للأحزاب الكردية برئاسة رئيس الإقليم مسعود البرزاني شمال أربيل أمس، لبحث تهديدات أنقرة بشن عملية عسكرية واسعة النطاق.
واعترف تقويم عسكري أميركي استخباري أمس، بأن حوادث العنف في العراق وصلت في حزيران الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الحرب الأميركية في 2003، حيث وصل معدّل الهجمات إلى 178 هجوماً يومياً.
وفي سلسلة الملاحقات القضائية التي تطال مسؤولين كباراً في الحكومة العراقية في الفترة الأخيرة، دهمت القوات الاميركية أمس منزل وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات، أحمد طه، في منطقة البلديات شرقي بغداد حيث اعتقلت شقيقه ونسيبه واقتادتهما لأنها لم تجد طه في المنزل.
ميدانياً، أكّدت هيئة علماء المسلمين في العراق أن قوات عراقية وأميركية شنّت أمس «حملة اعتقالات عشوائية واسعة النطاق طالت الأطفال والشباب» غرب العاصمة.
وفيما قُتل جندي اميركي في هجوم صاروخي شرقي بغداد، أعلنت القوات الاميركية أنها اعتقلت 20 إسلامياً أصولياً، واثنين من «القاعدة» يشتبه في تورطهما بخطف ثلاثة من جنوده في جنوب بغداد في أيار الماضي.
وقالت القوى الأمنية العراقية إنها قتلت 63 من «الإرهابيين» في كل من بغداد والموصل وتكريت وبعقوبة والرمادي وكركوك يوم الاربعاء، فيما سقط ما لا يقل عن 20 عراقياً في تفجيرات متنقّلة، بينهم مصوّر يعمل لوكالة «رويترز»، التي خسرت 6 من صحافييها منذ عام 2003.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز،
د ب أ، يو بي آي)