واشنطن ــ محمّد دلبحالقاهرة ــ الأخبار

أعربت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن اعتقادها بأن هناك وقتاً كافياً لإحراز تقدّم على المسار الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي وأنّ زيارتها إلى المنطقة في نهاية الشهر الجاري «ستشمل لقاءات ببعض حلفاء الولايات المتحدة من العرب»، فيما أشارت مصادر لـ«الأخبار» إلى أنّ لقاءها مع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والأردن وفلسطين، الذي يأتي ضمن الجولة، هو بتكليف من الرئيس جورج بوش بهدف «إبلاغ الحلفاء» عزم واشنطن على تحريك الوضع المتجمّد في عمليّة السلام.
وأوضحت المصادر المصرية والأميركية أنّ رايس ستجتمع أيضاً عقب زيارتها لتلّ أبيب والأراضي الفلسطينية المحتلّة، مع الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط إضافةً إلى رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان.
وسيرافق رايس في جولتها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، وستشهد لقاءات ببعض «الحلفاء العرب» في «مجموعة 6 + 2» التي تضمّ دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى جانب مصر والأردن.
وفي مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «فوكس نيوز»، قالت رايس إنّه لا يزال أمامها وقت كاف «لتحقيق تقدّم في الأراضي الفلسطينيّة، ولإيجاد بيئة إقليمية أفضل يعيش فيها العراق فى سلام مع جيرانه ويستطيع الدفاع عن نفسه ويبدأ الانتقال بنا إلى شرق أوسط جديد». وأوضحت أنّ هناك «بعداً إقليمياً كبيراً لكل شيء يتمّ في الوقت
الحالي».
وفي ما يتعلّق بلقائها مع «الحلفاء الذين التقينا معهم من قبل»، أشارت رايس إلى أنّ ذلك يهدف إلى المساعدة على «وضع إطار إقليمي ملموس للعراق»، داعيةً هذه الدول إلى ضرورة المساعدة على التوصّل إلى نتيجة لأنّهم «يعتمدون في أمنهم على استقرار العراق على المدى الطويل ربّما أكثر من الولايات
المتحدة».
وقالت رايس إنّها تريد، في ظلّ «المشكلة الإيرانية»، التحدّث مع الحلفاء عن كيفية التعامل المشترك مع هذه التحديات، موضحةً أنّه عندما يتمّ إرسال حاملة طائرات أميركيّة إلى الخليج فإنّ ذلك تأكيد على التزام واشنطن الطويل الأمد مصالحها الأمنية ومصالح حلفائها.
ويرى مراقبون أن زيارة رايس وغيتس المشتركة وغير العادية تستهدف بالأساس تعزيز المكانة الدولية لحكومة نوري المالكي المترنّحة في العراق في وقت تسعى فيه واشنطن إلى وضع مزيد من الضغط السياسي على إيران وسوريا لوقف ما تدّعي حكومة بوش أنه دعم من البلدين للمقاومة العراقية.
وعن أيّ لقاء محتمل مع مسؤولين إيرانيّين وسوريّين، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إنّه لا خطط حالياً لعقد اجتماعات مماثلة، موضحاًَ أنّ رايس وغيتس يأملان أن تقوم الدول العربية «المعتدلة» بالضغط على دمشق وطهران للتقيّد بتعهداتهما في اتفاق شرم الشيخ بشأن استقرار العراق.
أمّا بشان تنظيم «القاعدة» في ضوء تقرير الاستخبارات الأميركيّة الجديد، الذي وصفه بأنّه في «وضعه الأقوى» منذ هجمات 11 أيلول 2001، فرأت رايس أنّ تنظيم أسامة بن لادن «يستنزف جوانب من قوّته على أبعاد معيّنة» إذ يفقد المزيد من شبكته المالية ومن القدرة على العمل بحرية في دول أصبحت حليفة للولايات المتحدة.
إلّا أنّها لفتت إلى أنّه على جبهات مثل باكستان تشعر واشنطن بأنّ «القاعدة» يكتسب المزيد من القوّة، لكن ليس بحسب رؤية الاستخبارات الأميركيّة.
وفي هذا السياق، قالت رايس، لشبكة التلفزيون الأميركية «أي بي سي» أمس، «إنّنا نعمل مع الحكومة الباكستانية على استراتيجية كسب القلوب والعقول لإبعاد السكّان عن الإرهابيين».