بدأت الحكومة الألمانية أمس حملة واسعة للتوعية على أهمية اندماج الأجانب في ألمانيا، وذلك غداة «قمّة الاندماج» التي استضافتها المستشارة أنجيلا ميركل وأقرّت خلالها ما يسمّى «الخطة الوطنية للاندماج»، التي تعتزم برلين الترويج لها من خلال آلاف الملصقات.وقالت مفوّضة ملف الهجرة في الحكومة الألمانية، ماريا بومر، لدى إعلانها الحملة، إنّها ليست عامّة بل موجهة بشكل خاص إلى المدارس والأندية الرياضية.
وتعتزم الحكومة بدء حملات أخرى تهدف إلى توعية العائلات ذات الأصول التركية على مضمون قانون الهجرة الجديد، وخصوصاً بعدما كانت 4 اتحادات تركية في ألمانيا قد قاطعت القمّة أوّل من أمس، احتجاجاً على القاعدة الجديدة في قانون الهجرة، التي تلزم الأشخاص الراغبين في اللحاق بشركاء حياتهم في ألمانيا إثبات إجادتهم لأساسيّات اللغة الألمانية.
وفي السياق، رأى الكاتب اليهودي رالف جيوردانو أنّ «قمّة الاندماج» فاشلة، لأنّها لم تقم بدعوة أمثاله من منتقدي «المجتمعات المتوازية».
وتساءل جيوردانو، الذي تلقّى في الماضي تهديدات بالقتل بسبب انتقاداته اللاذعة للمسجد الذي تعتزم الجالية التركية في كولونيا إقامته، «من الذي استفسر عن سبب تسمية المساجد التي تبزغ من الأرض في ألمانيا كما لو كانت فطراً ينبت ربّانياً بأسماء فاتحين عثمانيين؟».
وعبّر جيوردانو عن اعتقاده بأنّ على ألمانيا «الرضى بالفكرة التي مؤدّاها أن اندماج الأجانب المسلمين في المجتمع الألماني بشكل يستحق أن يوصف بهذا الاسم، هو شيء مستحيل ولكن على مجتمع الغالبية الألماني والأقلية المسلمة أن يتعايشا من دون عنف».
من ناحية أخرى، طالب رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى كريستيان فولف مسلمي ألمانيا بالعمل على الإكثار من استخدام اللغة الألمانية في خطب الجمعة التي يلقونها في المساجد. وقال، في حديث مع وكالة الأنباء الألمانية، إنّ هذا الأمر من شأنه تسهيل الوصول إلى «ما يتمّ تعليمه هناك (في المساجد)».
وتحدّث فولف عن أهمية التوصّل إلى معاهدات بين الدولة والمسلمين لأنّ ذلك «سيصير ضرورياً في السنوات المقبلة بهدف تشجيع الاندماج المتبادل وتنظيم الحياة المشتركة». وبيّن أنّ هذه المعاهدات هي أقصى درجات الاعتراف بمجموعة دينية معينة من جانب الدولة، مشيراً إلى وجود مثل هذه المعاهدات بين الدولة والكنيستين الإنجيلية والكاثوليكية منذ سنوات.
(د ب أ، رويترز)