تظاهر آلاف الباكستانيين أمس احتجاجاً على عملية الحصار والهجوم «الوحشي» على المسجد الأحمر في إسلام أباد على أيدي قوات الجيش، الذي أدى الى مقتل 105 من المتشددين، فيما تعهّد الرئيس برويز مشرّف استئصال الإرهاب «من كل ركن وزاوية في البلاد».وقال الزعيم الديني مولانا رحمة الله «إن مشرف أراق دماء المئات من الأبرياء فقط لإرضاء سادته في الغرب»، مضيفاً إنه «ليس من حق الحكومة قمع مطالبنا بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد، وارتكاب أعمال وحشية مثل التي وقعت في المسجد الأحمر».
بدوره، قال البرلماني السابق حفيظ فضل محمد، أمام مئات المتظاهرين في كويتا قرب الحدود الأفغانية، إن «التدخل العسكري ضد المسجد الأحمر أشعل الحقد في قلوب المسلمين في باكستان». وأحرق المتظاهرون بعد ذلك دمية ترمز الى مشرف.
كما أعلن مسؤول رفيع المستوى في التحالف الرئيسي للأحزاب الأصولية لياقات بالوخ أن «التظاهرات لن تقتصر على يوم الجمعة»، مضيفاً «ستتواصل عبر كلّ أنحاء البلاد». وفضلاً عن التظاهرات التي خرجت في العاصمة الباكستانية وكراتشي ولاهور وبيشاور، تظاهر نحو 5 آلاف شخص غالبيتهم من طلبة المعاهد الإسلامية في شوارع ديراغازي خان في إقليم بنجاب.
وتعهّد مشرف أول من أمس استئصال الإرهاب «من كل ركن وزاوية في البلاد»، موضحاً أن «التشدّد والإرهاب لم يتم استئصالهما من باكستان».
من جهتها، أيّدت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو اقتحام الجيش الباكستاني المسجد الأحمر في إسلام آباد. ورأت أن العملية التي شنّها الجيش «رسمت حدوداً» للتطرف الإسلامي، مبديةً ارتياحها «لعدم اعتماد سياسة تهدئة» حيال المتطرفين. وأضافت «إنها نهاية سياسة ملتبسة حيال الإرهاب، أدّت حتى الآن الى تشجيع الإسلاميين».
ووسط مخاوف من قيام المتشددين بشن هجمات انتقامية كبيرة، اعتقلت الشرطة ثلاثة رجال بحوزتهم سبعة أحزمة ناسفة للقيام بهجمات انتحارية وسيارة محملة بمتفجرات أخرى، في إحدى مدن شمال غرب البلاد حيث قامت بتشديد إجراءاتها الأمنية.
وبعد أيام من القضاء على المتشددين، ذكرت قناة «دون» الإخبارية أن القوات الباكستانية فرضت طوقاً أمنياً على مدينة هانغو في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي بعد مقتل وإصابة العديد من أفراد الأمن خلال سلسلة من التفجيرات أول من أمس.
وفي ضاحية ديرا اسماعيل خان، اعتقلت الشرطة ثلاثة إرهابيين مفترضين وضبطت سيارة محشوة بالمتفجرات، بحسب قائد الشرطة المحلية غول ازفال افريدي، الذي أضاف إن السيارة كانت تحتوي على سبعة «أحزمة ناسفة» و100 قذيفة هاون وصاروخين ولغم أرضي.
الى ذلك، انتقد أعضاء في الكونغرس الأميركي دعم إدارة الرئيس جورج بوش غير المشروط للرئيس الباكستاني الذي اتهموه «بوضع الديموقراطية في خطر». كما اتهموا مشرف بتوجيه أنظاره الى مكان آخر فيما عناصر تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» يتزايدون في البلاد تدريجاً.
(رويترز، أ ف ب، د ب أ)