رام الله ــ سامي سعيد
أثارت تسريبات من اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني أول من أمس عن اتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقطر وسوريا وإيران بالعلم المسبق بخطة «حماس» في الضفة الغربية، ردود فعل متباينة بين النفي والتأكيد.
ومع ذلك، أكدت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع، لـ«الأخبار»، أن المستشار الرئاسي نبيل عمرو حمل خلال زيارته الأخيرة لدول الخليج واليمن رسالة من أبو مازن تحمّل إيران وسوريا مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في غزة.
وقالت المصادر، التي اشترطت ألا يذكر اسمها، إن رسالة عباس كانت شديدة اللهجة وإنه اتهم إيران وسوريا بدعم انقلاب «حماس» على شرعيته عبر الأموال الطائلة التي حولتها طهران ودمشق لـ«حماس» في غزة.
وأشارت المصادر إلى أن الدول التي زارها عمرو اقتنعت بأن إيران وسوريا مسؤولتان مسؤولية تامة عن تشجيع «حماس» على خطوتها في الحسم العسكري في غزة، لكنها عبّرت في المقابل عن رفضها للفساد الذي كان ينخر الأجهزة الأمنية الموالية لأبو مازن، وخصوصاً التي تتعامل مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وأوضحت المصادر أن عمرو حمل ما سماها «دلائل» على دعم إيران وسوريا لـ«حماس»، وخصوصاً شريطاً مصوراً يدعي فيه عباس وجود مخطط «حمساوي» لاغتياله بدعم إيراني.
وكانت معلومات صحافية قد نقلت عن عباس اتهامه، خلال اجتماع مغلق للمجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في عمان أول من أمس، سوريا وإيران وقطر بعلمها المسبق بتخطيط «حماس» لاغتياله.
وكرّر عبّاس روايته للقصة. وقال «إنه حصل على تقرير من الأمن يقول إن هناك لغماً وضع في طريق صلاح الدين في قطاع غزة لاستهدافه شخصياً». وأضاف: «إن جهاز الأمن نصحه بعدم السفر إلى غزة، إلا أنه سافر، وخلال وجوده هناك طلب منه أحد قادة حماس (الذي لم يكشف عنه) أن يرسل له مبعوثاً ليلتقيه، ففعل وعندما عاد هذا الشخص كان يحمل مغلفاً فيه قرص مدمج ومعه ثلاث جمل شفوية من قبل هذا القائد يقول فيها: سلم على الأخ أبو مازن وقل له إني أخاف الله، والجملة الثانية: شاهد الشريط فهو ينتظر الضوء الأخضر من الأخ خالد مشعل، والجملة الثالثة إن هناك ثلاث دول تعلم بالأمر وهي: سوريا وإيران وقطر».
وأشار أبو مازن إلى «أنه عرض الشريط على قادة حماس وطلب منهم إرساله على الإنترنت إلى خالد مشعل الذي أنكر بالكلية ما جاء في مضمون الشريط، الذي يضم قيام أشخاص بزرع لغم ضخم في مكان في شارع صلاح الدين حيث من المفترض أن يقوم الرئيس الفلسطيني بالمرور منه».
وكانت الصحف الأردنية قد نشرت أمس مقتطفات من كلمات عباس. إلا أن المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة نفى أن يكون أبو مازن اتهم سوريا وقطر وإيران. وقال إن «ما تحدث به الرئيس أثناء لقائه مع أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني كان كلاماً منقولاً عن أحد قياديي حماس». وأضاف أن «عباس أوفد مندوباً واتصل مع كبار المسؤولين في الدول المذكورة، بخصوص المعلومات السابقة، وإن هذه الدول نفت علمها بالمؤامرة التي كانت حركة حماس تسعى إلى تنفيذها». وشدد على أن عباس «حريص على استمرار العلاقات الأخوية مع كل الدول العربية والإسلامية».
إلى ذلك، شنّ القيادي في «حماس» محمود الزهار هجوماً عنيفاً على استمرار عباس في «تكرار سيناريو تعرضه لمحاولة اغتيال واتهام حماس بالمسؤولية عنها». ووصف الامر بأنه «أسلوب رخيص لكسب ود الولايات المتحدة، وإلا فما دخل إيران بالقصة بكاملها». وتساءل الزهار: «ما هو الخطر الذي يشكله الرئيس محمود عباس على سوريا أو على قطر لتشترك في التواطؤ على حياته؟ هذه أساليب مكشوفة يريد عباس من خلالها تقديم نفسه إلى الولايات المتحدة وإسرائيل كما لو أنه حليف في الحرب على الإرهاب».