strong>70 قتيــلاً عراقيــاً ومحاولــة لاغتيــال الدليمي وطهــران تتّهــم الاحتــلال بالتعــاون مــع البعثييــن
بين الإشارات «الإيجابية» التي تُظهر قرب التوصّل إلى حلول مرضية بين الكتل العراقية المتناحرة من جهة، والتطوّرات الميدانية التي لا تعرف الهدنة في بلاد الرافدين، جاء لافتاً إعلان رئيس ديوان رئاسة الجمهورية وسكرتير مجلس الرئاسة العراقية، نصير العاني، أمس، أن الحكومة العراقية «هي التي تقدّر موعد انسحاب القوات الأميركية من العراق وأنها في طريقها لإفهام الإدارة بطريقة الخروج من العراق كي لا يحدث فراغ أمني في البلاد»، في ردّ غير مباشر على تقرير «بيترايوس ـــ كروكر» والقانون الذي صوّت عليه مجلس النواب الأميركي أخيراً حول انسحاب مبكر من العراق.
ويأتي كلام العاني غداة إعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أول من أمس، أن قوات الأمن العراقية قادرة على استلام الملف الأمني في العراق، فيما لو قررت قوات الاحتلال الانسحاب بشكل مفاجئ أو تدريجي. لكن مستشار المالكي، ياسين مجيد، قال أمس، لوكالة «أسوشييتد برس» إن تصريحات رئيس الحكومة «أسيء فهمها» وإن ما قصده هو أن جهود تعزيز قوات الأمن العراقية يمكن أن تتواصل «بالتزامن مع الانسحاب».
أمّا مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي، فقد جدّد أمس دعم بلاده للمالكي الذي وصفه بأنه «الزعيم القوي الذي يتبنى جدول أعمال غير طائفي»، مشيراً إلى أن «الرئيس جورج بوش يتباحث مع المالكي كل أسبوعين».
وفي الشأن العراقي المحلّي، أشار العاني إلى وجود خطوات عملية وآليات تم وضعها الأسبوع الماضي في شأن تعليق «جبهة التوافق العراقية» و«التيار الصدري» حضورهما جلسات مجلسي النواب والوزراء، مؤكداً أن «الأيام المقبلة ستبشر بالخير للجميع».
من جهة ثانية، ألقت حكومة المالكي كرة التعديل الوزاري المرتقب منذ أشهر، والبتّ بالقوانين التي يطالب الاحتلال بإقرارها بشكل مستعجل، في ملعب مجلس النواب. وقال النائب عن كتلة «الائتلاف العراقي الموحد» عباس البياتي إنّ رئيس الوزراء «سيكون غير مسؤول أمام الشعب عن التأخير الذي يحصل في التعديل الوزاري الذي سيشمل نصف عدد الوزارات، بعدما أصبحت أسماء المرشحين الجدد لشغل المناصب الوزارية الشاغرة عند رئاسة مجلس النواب».
وظهرت في اليومين الأخيرين بوادر جديدة لحلحلة المقاطعة البرلمانية، من خلال إعلان التحالف الكردستاني تأييده عودة محمود المشهداني لرئاسة المجلس، واستمرار الحوارات مع كتلة «الائتلاف» بهذا الشأن، ما يترافق مع إعلان الكتلة الصدرية عن أنها ستعقد اليوم اجتماعاً «مهماً» مع نائب رئيس مجلس النواب الشيخ خالد العطية، لبحث مسألة تعليق عضويتها في مجلس النواب.
في هذا الوقت، اتهمت إيران أمس الولايات المتحدة بالتعاون مع «الإرهابيين» والتنسيق مع البعثيين في العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني إن هناك «تعاملاً وتفاهماً بين أميركا والمجموعات الإرهابية في العراق»، متهماً الأميركيين بأنهم «يغضّون النظر عن الذين ينفذون العمليات الإرهابية في العراق». وقال «لا نرغب بأن نشير إلى المكان الذي يجتمع فيه الأميركيون مع القوى البعثية، لكننا نؤ‌كد بأن إيران لا تجهل مثل هذه القضايا وهي على اطلاع كامل عليها».
وقال مصدر أمني عراقي، أمس، إن 24 سجيناً إيرانياً هربوا من سجن قضاء بدرة الحدودي مع إيران، حيث كانوا موقوفين بتهم تتعلق بدخولهم الأراضي العراقية بصورة غير رسمية. وهي المرة الأولى التي تعلن فيها بغداد وجود معتقلين إيرانيين لديها.
إلى ذلك، استمرّت الحملة العسكرية ضد التيار الصدري، حيث ذكر الجيش الأميركي أن قوات الجيش العراقي وقوات الاحتلال قتلت قائد خلية لمجموعة تابعة لجيش المهدي شرقي بغداد، ويُدعى سيد جعفر.
من جهته، أعلن الجيش الأميركي، الذي فقد 3 من جنوده، أول من أمس، تحطم طائرة حربية أثناء إقلاعها من قاعدة عسكرية أميركية أمس، وأن فرقة تابعة له عثرت على مجموعة قواعد إطلاق صواريخ إيرانية الصنع في حقل قرب قاعدة أميركية في جنوب بغداد.
وقد تميّزت عطلة نهاية الأسبوع بمقتل ما لا يقل عن 70 عراقياً، ونجاة زعيم «جبهة التوافق العراقية» عدنان الدليمي وعضو البرلمان العراقي والوزير السابق أسامة النجيفي من محاولتي اغتيال.
ونقلت صحيفة «لوس انجليس تايمز» في عددها الصادر أمس عن ضابط عسكري أميركي قوله إن 45 في المئة من المقاتلين الأجانب والانتحاريين في العراق هم سعوديون وليسوا سوريين أو إيرانيين كما جاء في تقرير «بيترايوس ـــ كروكر»، بينما 15 في المئة منهم أتوا من سوريا ولبنان و10 في المئة من شمال أفريقيا.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)