بين التصعيد العسكري التركي والإيراني على الحدود العراقية، دخل اتهام تركيا لواشنطن بتسليح «حزب العمال الكردستاني» عنصراً إضافياً قبيل الإعلان عن مسعى عراقي لحلّ الأزمة، التي دخلت طهران طرفاً فيها مع معاودة قصفها لكردستان العراق، وإغلاقها المعبر الحدودي الأساسي مع بلاد الرافدين.وكشفت صحيفة «الصباح» العراقية الحكومية أمس أن اجتماعاً أمنياً «على مستوى عالٍ» سيُعقد يوم الثلاثاء المقبل في بغداد، يضم أطرافاً عراقية وأميركية وتركية لمناقشة موضوع أمن الحدود البرية المشتركة، وشرعية وجود «حزب العمال الكردستاني» ومنظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة داخل الأراضي العراقية.
ونسبت الصحيفة إلى المستشار الإعلامي في وزارة الدولة للأمن الوطني، فاضل الشويلي، قوله «إن الاجتماع المقرر عقده في بغداد سيمثّل فيه الجانب العراقي رئيس اللجنة العليا لملف حزب العمال الكردستاني الوزير شيروان الوائلي وكل من سفيري الولايات المتحدة وتركيا في بغداد».
وأضاف إن هذا الاجتماع ستتمخض عنه قرارات مهمة من شأنها الحد من التوترات الأمنية التي حدثت خلال المدة الماضية والتوصل إلى اتفاقات تخدم مصالح الجميع وتمنع أن يكون العراق نقطة خلاف مع دول الجوار».
ويأتي الاجتماع المنتظر بعد وصول التهديدات التركية باجتياح شمال العراق إلى مستواها الأعلى منذ غزو العراق عام 2003، ومع قصف تركيا مناطق حدودية تابعة لقضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق.
من جهة أخرى، أغلقت السلطات الإيرانية معبر باشماخ الحدودي مع كردستان العراق، بعدما عاودت القوات الإيرانية منذ ظهر يوم السبت قصف مناطق تابعة لمحافظة أربيل شمال العراق لضرب حزب «الحياة الحرة الكردي» المعارض لإيران (أحد أجنحة حزب العمال الكردستاني).
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي عبد الله غول، في تصريحات نقلتها الصحف أول من أمس، أنه طلب توضيحات من الولايات المتحدة في شأن تسليمها أسلحة أميركية الى المقاتلين الأكراد في شمال العراق.
وبدأت أنقرة التحقيق في المسألة، بعدما استسلم أحد ناشطي حزب «العمال» إلى السلطات التركية، مؤكداً أنه شاهد آليتين مدرعتين أميركيتين تسلّمان أسلحة في أحد معسكرات حزب العمال في العراق عند الحدود مع إيران.
وقال غول إن للجيش التركي «شكوكاً ولديه بعض الوثائق تدل على ذلك»، كاشفاً عن استدعاء السفير الأميركي في أنقرة إلى وزارة الخارجية. كما أكّد أنه تطرّق إلى ذلك الموضوع أيضاً خلال مكالمة هاتفية مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الأسبوع الماضي.
ورفضت حكومة إقليم كردستان العراق أول من أمس الاتهامات التركية لها بـ«دعم حزب العمال الكردستاني»، معتبرة أنها «أكاذيب لا أساس لها من الصحة»، وذلك بعد توجيه سفير تركيا في الولايات المتحدة نبي سنسوي يوم الخميس الماضي، اتهاماً إلى رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني بتقديم التجهيزات والملجأ الآمن إلى متمردي «حزب العمال الكردستاني».
وأعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن قلق بلاده من استمرار الحشود العسكرية التركية على حدودها الشمالية، معتبراً أن إنهاءها يسهم فى تخفيف التوتر بين البلدين.
وقال بيان للخارجية العراقية، أول من أمس، إن زيباري أجرى «اتصالاً هاتفياً مع نظيره التركي عبد الله غول مساء الجمعة، بحثا خلاله جملة من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك وأن الطرف العراقي أوضح أنّ تراجع الحشود التركية عن الحدود سيسهم في تخفيف التوتر ويعزز الثقة بين البلدين». كما تباحث زيباري مع غول في الزيارة المرتقبة التي ينوي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي القيام بها لأنقرة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)