بعد غياب طويل، أطل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في شريط مصوّر أول من أمس، مشدّداً على أهمية عقيدة الاستشهاد بالنسبة للمسلمين. وفيما لم يتم التأكّد من تاريخ تصوير الجزء الذي يظهر فيه بن لادن، إلا أن مؤسستين ترصدان نشاط «القاعدة» على الإنترنت، رجّحتا أن يكون قديماً
بثت شبكة «سي أن أن» الأميركية أمس شريطاً مصوراً لزعيم تنظيم «القاعدة»، الذي ظهر وهو يرتدي ثياباً عسكرية في مكان مكشوف وغير محدد، مشيراً إلى أن «النبي محمد أراد أن يكون شهيداً، وهذا هدف يستحق أن يبلغه كل مسلم».
وأضاف بن لادن، في الشريط الذي أعلنت الشبكة الإخبارية الأميركية أنه «صور خلال الأسابيع الأربعة الماضية ولكن يبدو أن اللقطات فيه قديمة»، «تنبهوا، كونوا حكماء وفكروا. ما هو الوضع الأفضل الذي يتمناه الإنسان لنفسه؟ إنه يتمنى أن يكون شهيداً».
وأشار بن لادن إلى أن النبي «بنفسه قال، قسماً بمن بين يديه حياتي، أود لو أهاجم فأستشهد، ثم أهاجم فأستشهد، ثم أهاجم فأستشهد». ورأى أن هذه «الحياة الواسعة كلها اختصرت بشخصه (النبي محمد)، هو الذي كان ملهماً من قبل الله، ملك السماوات والأرض العلي العظيم».
وأعلنت «سي أن أن» أنها ترجمت الشريط إلى الإنكليزية، حيث يظهر بن لادن وخلفه حارس شخصي. وأشارت إلى أن الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل في حزيران 2006، تحدث في الشريط لمدة 40 دقيقة، فيما لم تتعدّ كلمة بن لادن فيه 50 ثانية.
وقالت الشبكة إن الشريط، الذي جاء تحت عنوان «نسيم الجنة/ الجزء الأول»، جزء من سلسلة ستنشر تباعاً من إنتاج «السحاب للإنتاج الإعلامي»، التي تدير النشاط الإعلامي لـ«القاعدة».
وفيما لم تستطع المحطة تحديد الأماكن التي تم التصوير فيها، والتأكد من مصدره، أوضحت أن البيئة التي ظهرت في الشريط تشبه تلك التي كان قد ظهر فيها بن لادن مع مجموعة من الخاطفين قبل تنفيذ اعتداءات 11 أيلول 2001 في واشنطن ونيويورك.
وفي السياق، أشارت مؤسستا «سايت» و«انتل سنتر» المتخصصتان في رصد المواقع الاسلامية إلى أن الجزء الذي يظهر فيه بن لادن قديم.
يشار الى أن آخر تصريحات لبن لادن كانت في شريط صوتي بث في تموز 2006 على الانترنت.
وفي حزيران الماضي، أكد القيادي في حركة «طالبان» منصور داد الله في حديث الى قناة «الجزيرة» أن بن لادن لا يزال حياً وانه تلقى رسالة تعزية منه بوفاة أخيه الملا داد الله الذي قتلته القوات الاميركية في أيار الماضي.
(يو بي آي، أ ف ب)