تصاعدت حدّة الموجات الارتدادية لزلزال اقتحام «المسجد الأحمر» في إسلام أباد الأسبوع الماضي، بعدما أدّت ثلاث هجمات انتحارية على مراكز عسكرية في المناطق الشمالية الغربية من باكستان الى مقتل أكثر من 70 شخصاً، بينهم 36 جندياً، وجرح مئات آخرين، فيما أعلنت قوة مسلّحة موالية لحركة «طالبان» الأفعانية وقف العمل باتفاق السلام مع الحكومة.وأدّى هجوم عبر سيارتين مفخختين على قافلة عسكرية في منطقة سواط الجبلية (شمال غربي) إلى مقتل أكثر من 18 شخصاً (7 مدنيين و12 جندياً) وإصابة 47 آخرين.
أمّا الهجوم الانتحاري الثاني فوقع في مدينة ديرا اسماعيل خان وسط حشد من 150 شخصاً، في مركز لتجنيد الشرطة، ما أدّى الى مقتل أكثر من 26 شخصاً، بينهم الانتحاري الذي فجر نفسه، وجرح 35 آخرون.
وكان أكثر من 24 جندياً قد قُتلوا وجرح 29 آخرون في تفجير انتحاري في دازناراي التي تبعد نحو 50 كيلومتراً شمال ميران شاه، البلدة الرئيسية لشمال وزيريستان.
ورجّح المتحدث باسم الجيش الجنرال وحيد أرشاد أن تكون الاعتداءات ردّاً على الهجوم الذي شنّه الجيش الأربعاء على المسجد الأحمر، مضيفاً إن «ناشطي المسجد كانوا يقيمون علاقات مع المناطق القبلية وشمال غرب البلاد. وبالتالي، فإن ذلك ممكن».
وقامت الحكومة الباكستانية بتوظيف الآلاف من القوات الإضافية في المنطقة الحدودية مع أفغانستان بعد الدعوات المتكرّرة من قادة «القاعدة» و«طالبان» إلى الجهاد المقدّس ضد الرئيس الباكستاني برويز مشرف وحكومته حتى قيام الدولة الإسلامية.
في هذا الوقت، أعلنت مجموعة مسلحة موالية «لطالبان» وقف العمل باتفاق السلام الذي وقّعته مع الحكومة في أيلول الماضي في ما يتعلق بالحدود مع أفغانستان. وقال الناطق باسم المتمردين، عبد الله فاراد، في بيشاور إن «تعليق اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع مع الحكومة في شمال وزيرستان جاء بعد هجوم الحكومة على المناطق الحدودية»، موضحاً أن «الملّا غول باداهار اتخذ القرار بناءً على اجتماع مجلس الشورى بعد فشل الحكومة في تطبيق واجباتها المنصوص عليها في الاتفاق وهي الانسحاب من المناطق الحدودية الساعة الرابعة فجر الأحد».
ومن أبرز قادة هذه المجموعة، الملّا فضل الله، الذي يلاحقه الجيش الباكستاني، بتهمة عمله على إقامة حكم مشابه لـ«طالبان» في باكستان، شأنه بذلك شأن زعماء المسجد الأحمر.
وفي السياق، أعلن رئيس تحالف الأحزاب المتشدّدة وحزب الجماعة الإسلامية قاضي حسين أحمد أنه سيستقيل من البرلمان احتجاجاً على مهاجمة الجيش للمسجد الأحمر، موضّحاً أنه «يريد بذلك الاحتجاج على تعزيز وجود الجيش في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان».
وتباهى القائد العسكري من حركة «طالبان» منصور داد الله، في مقابلة مع «اي.بي.سي» الأميركية، بأنه ينشط من الأراضي الباكستانية. وقال «لدينا كثير من الأصدقاء»، موضحاً أنه «من السهل جداً الذهاب والإياب في المناطق القبلية على الحدود الأفغانية الباكستانية».
إلى ذلك، حذّر كبار جنرالات الجيش البريطاني حكومة بلادهم من أن فشل الحملة العسكرية في أفغانستان سيقود إلى قيام حكومة إسلامية في باكستان، حسبما أفادت أمس صحيفة «أوبزيرفير» البريطانية.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)