اتهمت الخرطوم أمس الولايات المتحدة بالتورّط في الأعمال الانقلابية الأخيرة لزعزعة الاستقرار في السودان، وهو ما نفته واشنطن التي وضعته في إطار محاولات صرف النظر عن القضايا الأساسية. في هذا الوقت، تقدمت الجهود الرامية إلى تسوية للصراع في إقليم دارفور خطوة نحو إمكان الحلحلة، بعدما اختتم المؤتمر الثاني الخاص بالوضع في الإقليم أعماله في ليبيا أمس، بموافقة وفود الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على عقد اجتماع الشهر المقبل في تنزانيا، بمشاركة الفصائل المتمردة، وسط تباين الرؤى بين حكومة الخرطوم والقوى السياسية المتمردةواتهم مستشار الرئيس السوداني نافع علي نافع، قوى معادية للسودان، وتحديداً أميركا، بأنها على صلة بما وصفه محاولة تخريب كان ينوي رئيس «حزب الأمة ـــــ الإصلاح والتجديد» مبارك الفاضل القيام بها. وأضاف أن هذه المحاولة كانت تتضمن خططاً لاغتيالات سياسية في البلاد.
لكن السفارة الأميركية في السودان نفت هذه الاتهامات ورأتها محاولة «لصرف النظر عن الاحداث الرئيسية في السودان»، مشيرة إلى «معاناة الملايين من شعب هذا البلد».
من جهة أخرى، وافق المجتمعون في المؤتمر الدولي الثاني بشأن دارفور، الذي شارك فيه مبعوثو 18 دولة، على اجراء مباحثات في أروشا في تنزانيا بين يومي 3 و5 شهر آب المقبل، لمناقشة كيفية المضي قدماً بتنفيذ الحل السياسي المعلّق للصراع المستمر منذ أربعة عقود.
وأكد البيان الختامي، الذي صدر عقب يومين من الاجتماعات، «الترحيب باقتراح المبعوثين عقد اجتماع مع قادة الحركات غير الموقعة على اتفاق السلام في محاولة لتسهيل الاستعدادات للمفاوضات».
لكن المجتمعين رسموا في الوقت نفسه صورة قاتمة للوضع في الإقليم المضطرب، الذي وصفوه بـ «المتغير والهش والمتطور بسرعة».
وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي للسودان، سالم احمد سالم، «نأمل أن نسهم في تخفيف معاناة الناس في دارفور ونشجع على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في السودان».
بدوره، جدد وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني، السماني الوسيلة، «حرص السودان على أن يعم السلام مختلف ربوعه»، مضيفاً «أؤكد لكم مرة ثانية وثالثة ورابعة أننا مصممون على هذا الأمر ونريد أن تتكامل الجهود وفق هذه الروح في الحوار والتشاور».
ووصف الوسيلة أجواء المؤتمر بـ «البنّاءة والصريحة والجادة في الأمل والعمل للتوصل إلى طريق يؤدي إلى المساهمة في خلق سلام يعم السودان كله».
من جهته، رأى نائب وزير الخارجية الليبي لشؤون الاتحاد الأفريقي علي التريكي، أن المؤتمر وجّه رسالة للعالم أجمع تشير إلى أن الوقت قد حان لإنهاء هذا المشكل المأساوي وتحقيق السلام والأمن في السودان وفي دارفور. وأضاف «إننا نراه خطوة كبيرة ومهمة تجاه تحقيق السلام والأمن في قارتنا الأفريقية».
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان السويدي يان الياسون، إن اجتماعاً بين المتمردين والحكومة السودانية سيعقد في ايلول المقبل، معرباً عن سعادته لأن «المؤتمر انتهى برسالة سلام قوية وبدء مفاوضات».
ورأى مفوض الاتحاد الأفريقي للسلم والأمن سعيد دجينيت «أن شهر ايلول المقبل سيكون حاسماً بالنسبة لدارفور». وقال «نحن منذ بضعة اسابيع في مرحلة بنّاءة. لقد احرزنا تقدماً بشأن عملية السلام وتبدي حركات المتمردين رغبتها أكثر في استئناف الحوار».
وكان فصيل متمرد واحد من دارفور قد وقّع على اتفاق السلام، الذي يوصف بأنه غير فعال، في أيار 2006. ويقول المراقبون إنه من الضروري التوصل الى اتفاقٍ أكثر شمولية لتبنّي سلام كامل في الإقليم.
(د ب أ، يو بي آي، رويترز، أ ب)