strong>محمد بدير
أظهرت معطيات كشفت عنها صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس استناداً إلى تقارير الجيش الإسرائيلي أن نسبة المتهربين من الخدمة العسكرية آخذة بالارتفاع لتصل إلى رقم قياسي، فضلاً عن ارتفاع نسبة من يتسربون خلال فترة الخدمة.
وتأتي هذه المعطيات في ظل تزايد التقارير الإسرائيلية عن وجود أزمة قيم تعانيها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، قال الخبراء إنها انعكاس حقيقي لأزمة أعمق يعانيها المجتمع الإسرائيلي بشكل عام، وهي أزمة ازدادت حدة في أعقاب العدوان على لبنان في تموز الماضي، وما رافقه من أوجه فشل وإخفاقات كثيرة.
وأشارت «يديعوت» إلى أن معطيات الجيش الإسرائيلي تفيد بأنه مع بدء دورة التجنيد لشهر آب، ستكون نسبة التهرب من الخدمة العسكرية في هذا العام الأعلى قياساً على الأعوام الماضية، حيث من المتوقع أن تصل إلى 25 في المئة، أي بمعدل واحد من بين كل أربعة إسرائيليين.
ويفرض القانون الإسرائيلي فترة خدمة إجبارية على الشبان الإسرائيليين الذي يبلغون سن الثامنة عشرة من عمرهم. وتبلغ فترة الخدمة الإجبارية ثلاثة أعوام للذكور، وعامان للإناث. ويلزم القانون بالخدمة العسكرية الشبان اليهود والعرب الدروز والمسلمين الشركس، ويستثني العرب واليهود الأصوليين.
وتكشف المعطيات التي نشرتها الصحيفة عن تصاعد متواصل في نسبة التهرب من الخدمة العسكرية، حيث وصلت في عام 2004ـــــ2005 إلى 23.1 في المئة، فيما وصلت في عام 2005ـــــ2006 إلى 24 في المئة.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الأرقام تثير المخاوف لدى الجيش الإسرائيلي، وخاصة أن النسبة الحالية هي أعلى نسبة تهرب، فضلاً عن أن التوقعات تشير إلى تواصل ارتفاع هذه النسبة في السنوات المقبلة.
وتشير معطيات شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي إلى أن نحو 11 في المئة من المتهربين يتذرعون بالتدين الأصولي ليحصلوا على الإعفاء، بزيادة بنسبة 1 في المئة عن العام الماضي، فيما 7 في المئة يتعللون بأسباب صحية (بينهم 5 في المئة لأسباب نفسية)، و4 في المئة مُعفَون بسبب مكوثهم خارج إسرائيل، فيما يعود سبب استعفاء الثلاثة في المئة الباقين إلى كونهم أصحاب ماضٍ جنائي.
وبالإضافة إلى ارتفاع عدد الشبان الإسرائيليين الذين يمتنعون عن التجند في الجيش، برز معطى آخر لا يقل أهمية عن الأول، تمثل في نسبة تسرب الجنود من الجيش خلال فترة الخدمة الإجبارية، حيث بلغت هذه النسبة 17.5 في المئة. وعند إضافة هذه النسبة إلى نسبة التهرب، تكون النتيجة أن 42.5 في المئة من الشبان لا يصلون إلى نهاية الخدمة العسكرية.
ويبدو أن الممتنعين عن الخدمة في الجيش الإسرائيلي ليسوا من اليهود فقط، بل اتسعت الظاهرة لتشمل أبناء الطائفتين الدرزية والشركسية، وذلك بفضل الجهود التي يبذلها قادة المجتمع العربي في إسرائيل. وفي هذا السياق، صدر عن «ميثاق المعروفيين الأحرار» بيان أشار إلى أن رفض الخدمة العسكرية من بين الشباب الدروز، يتصاعد سنة عن سنة وشهد في العقد الأخير ارتفاعاً فاق 50 في المئة.
وأكد بيان «ميثاق المعروفيين الأحرار» أن هذا التقرير يأتي ليثبت بما لا يقبل الجدل حقيقة ساطعة حاولت السلطات إخفاءها، لا بل التقليل من انتشارها، كلما طفت قضية الرفض بين العرب الدروز على السطح، مستعينة بأزلامها وواصفة الحركات الفاعلة كـ«ميثاق المعروفيين الأحرار» بالمتطرفين المحرضين، أو لـ«سخرية الأقدار» بالعاملين على تخريب «العلاقة المميزة» بين الدولة والدروز.